البعض يظن أن (التراث) مجرد ومضات من الماضي تخبرنا عن حياة القدماء.. ولكنه (أي التراث) روح الحضارة الإنسانية وقلبها النابض، تتلاقى فيه الحضارات بتنوعها مهما بدت الاختلافات ظاهرية بينها.. فالجوهر يعكس رقي الفكر الإنساني الأصيل، وإبحاره في صفحات الماضي.. وهناك مشتركات إنسانية لا تعرف لوناً أو لغة تثري الحضارة وتصنع التكامل الفريد بين الشعوب، وكلٌ له خصوصيته وتجربته. إذن؛ الانفتاح على الآخر لا يعني طمث الهوية الحضارية لأي أمة، إنما تحقيقاً للمعادلة الصعبة؛ وهي المضي نحو الحداثة بخطى ثابتة مع الحفاظ على الخصوصية الحضارية.. لذلك؛ رأى الباحثون أن حضارة كل أمة لا تنحصر في الملبس والمأكل والفنون الفلكلورية، بل حياة ثراء ترسم سمات دقيقة لكل حضارة غير منعزلة عن العالم تميزها عن الأخرى. إن نقل تراثنا الثري لأجيالنا القادمة أمر بالغ الأهمية، فمن كانت جذوره ثابتة عميقة يصعب اقتلاعه ومحوه، فيصعب التأثير عليه بشكل سلبي لمعرفته الجيدة لقصته الحضارية التي بدأت منذ آلاف السنين.. سينطلق نحو المستقبل بخطى جادة يصنع نجاحات في شتى المجالات محافظاً على خصوصية تراثه الإنساني الملهم.. وهذا دور القوى الناعمة.