يشهد موسم الحج هذا العام طقساً حاراً إلى شديد الحرارة، ويتوقع أن تتراوح درجات الحرارة العظمى على المشاعر المقدسة ما بين 45 إلى 48 درجة مئوية في فترة الظهيرة، ومن المحتمل أن يؤدي الارتفاع إلى الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس والتي يمكن الوقاية منها عبر اتخاذ عدد من التدابير المناسبة. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور محمد عبدالعالي، أن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة من أكبر التحديات في موسم حج هذا العام؛ وشدد على الحجاج أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية كحمل المظلة لتجنّب أشعة الشمس، وشرب الماء بكميات كافية، والراحة بين المناسك لحماية الجسم من الإرهاق والإجهاد الحراري. هذيان وتشنج وغيبوبةوزارة الصحة السعودية عرّفت ضربة الشمس بأنها ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم يصل إلى أكثر من 40، بسبب التعرض لحرارة الشمس العالية لفترة طويلة، وهي درجة خطيرة لا تتحملها أجهزة الجسم؛ ما يؤدي إلى اختلال وظائف الجهاز العصبي المركزي، يظهر في صورة الهذيان، أو التشنجات، أو الغيبوبة. من أهم أسبابها القيام بمجهود بدني كبير في درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية. وتحذر وزارة الصحة في كل موسم حج ضيوف الرحمن من الإجهاد الحراري وضربات الشمس، إذ تشهد أيام الحج ارتفاعاً في درجات الحرارة، و نصحت الوزارة الحجاج بعدم التخلي عن استخدام المظلة الشمسية طوال فترة النهار، وشرب كميات كافية من المياه والسوائل، والحرص على عدم إجهاد النفس بكثرة الحركة دون ضرورة، وعدم الوقوف فترات طويلة في قوائم الانتظار؛ تجنّباً لخطر الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، مؤكدة على أهمية اتباع الإرشادات الصحية والسلوكيات السليمة، ما يحمي الحجاج بإذن الله من الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري. راجع الطبيب فوراً أوضحت وزارة الصحة أن الإصابات الحرارية أثناء الحج تتلخص في تعرض الحجيج أثناء التنقل والحركة لتأدية المناسك إلى درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة؛ ما ينتج عنه التعرق الشديد، وفقدان الكثير من الماء والأملاح بالجسم، ومن أعراضه الصداع، التعرق الشديد، الشعور بالغثيان والضعف، العطش الشديد، الدوار. وشددت أنه عند الشعور بهذه الأعراض؛ فيجب تبريد الجسم على الفور بالانتقال إلى مكان بارد وشرب الكثير من الماء البارد، وعند عدم الشعور بالتحسن خلال 30 دقيقة؛ يجب مراجعة الطبيب على الفور. وكشفت وزارة الصحة المناطق التي يكثر فيها الإصابات الحرارية في الحج وهي في الطواف خصوصاً في أوقات الظهيرة، وعلى صعيد عرفات وقت الظهيرة، وفي مشعر منى (أماكن الذبح والجمرات)، وذلك بسبب طول المسافة والازدحام عند رمي الجمرات. وقدمت الوزارة طرق الوقاية من الإجهاد الحراري، منها تجنّب التعرض للحر وأشعة الشمس المباشرة قدر المستطاع، والحرص على شرب السوائل بانتظام، وعدم الانتظار لحين الشعور بالعطش، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة، والكافيين؛ لأنها تؤدي إلى فقد المزيد من سوائل الجسم. عن الأعراض.. الصحة توضح بيّنت وزارة الصحة أن ضربة الشمس أكثر خطورة من الإجهاد الحراري؛ ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وتحدثت عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة؛ فيصبح الجسم ساخناً تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية وأكثر، ويمكن أن يحدث بعد الإجهاد الحراري، ويحدث للمصاب ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وبيّنت أن الأعراض تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية وأعلى، حرارة واحمرار ورطوبة في الجلد، و ضربات نبض قوية وسريعة، و صداع، ودوار وغثيان، ورؤية أو سماع أشياء غير موجودة بالواقع (هلوسة)، ونصحت الوزارة بالإسعافات الأولية والتي تتضمن الاتصال فوراً بالإسعاف، وتحريك المصاب إلى مكان بارد، والمساعدة على خفض درجة حرارة الجسم عن طريق استخدام الكمادات الباردة والماء البارد وتجنّب إعطاء المصاب أي سوائل للشرب. ووصف المختصين ضربة الشمس أنها حالة طبية طارئة يجب معالجتها في أقرب وقت ممكن من خلال البقاء مع المصاب، واستدعاء الرعاية الطبية الطارئة على الفور، ونقل المصاب إلى مكان بارد، وإزالة الملابس الخارجية، ثم تبريد الجسم بالماء البارد، وعمل كمادات باردة خاصة على الرأس والرقبة والإبطين، وتدوير الهواء حول المصاب لتسريع التبريد باستخدام مروحة أو مكيف، ونقل المصاب لأقرب منشأة صحية على الفور. حروق الشمس نبه المختصون إلى حروق الشمس وهي احمرار مؤلم بالجلد يحدث في خلال ساعات بعد التعرض المفرط لأشعة الشمس؛ حيث يتسبب في حرق الجلد، والاحمرار، والألم، والتورم، وأحياناً ظهور بثور صغيرة ممتلئة بالسوائل. وقدم المختصون العلاج لتلك الإصابات تتمثل في أخذ حمام بارد متكرر للمساعدة في تخفيف الألم، ثم تجفيف الجسم برفق مع ترك القليل من الماء على البشرة، ووضع مرطِّب على المناطق المصابة في الجلد للمساعدة على حبس الماء في البشرة وتخفيف الجفاف، ويمكن تناول مسكن للألم للمساعدة في تقليل التورم والاحمرار والألم، وشرب كمية كافية من الماء للمساعدة على منع الجفاف. وبيّنت أنه عند ظهور بثور ممتلئة بالسوائل على الجلد المصاب يجب عدم ثقبها؛ إذ تتشكل البثور لمساعدة البشرة على الالتئام والحماية من العدوى. انخفاض ضربات الشمس أكدت دراسة حديثة أجريت بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث فعالية التدابير الوقائية التي تنفذها المملكة في الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة على صحة الحجاج خلال أدائهم المناسك، وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في مكةالمكرمة بمعدل 0.4 درجة مئوية لكل عقد، شهدت حالات ضربة الشمس انخفاضا بنسبة 74.6%، وانخفاض معدل الوفيات بنسبة 47.6%، وذلك بفضل التدابير الوقائية المتبعة، مما أسهم في تعزيز تجربة الحاج، وتوفير بيئة صحية وآمنة لأداء المناسك. ووفق الدراسة تشمل التدابير التي اتخذتها المملكة للتخفيف من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة على الحجاج استخدام مراوح الرذاذ وأعمدة الضباب المائي لتلطيف الهواء في الأماكن المفتوحة وتخفيف الحرارة على جموع الحجاج، وتوزيع الماء والمظلات، وتوفير وسائل نقل مكيفة، بما في ذلك تشغيل قطار المشاعر المقدسة منذ عام 2010م لتوفير نقل مريح لحجاج بيت الله الحرام. كيف نجحت التدابير؟ - انخفاض حالات ضربة الشمس بنسبة 74.6%. - انخفاض معدل الوفيات بنسبة 47.6%. - انخفاض حالات الإرهاق الحراري أثناء الحج. - توفير بيئة صحية وآمنة لأداء المناسك. المراوح من 4 جهات حذر رئيس قسم الخدمات الطبية العسكرية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني، كبير استشاريي طب الطوارئ اللواء الطبيب خالد الجهني من خطورة ضربات الشمس، التي قد يتعرض لها العاملون تحت أشعة الشمس من الرياضيين والعسكريين والعمال، وكذلك حجاج بيت الله الحرام، إذ تعد ضربة الشمس من أخطر الأمراض المتعلقة بالاعتلالات الحرارية، فقد تصاب الأجهزة الحيوية في الجسم عندما ترتفع الحرارة متخطية 41 درجة، و تعجز وسائل تبريد الجسم الفسيولوجية، ما يؤدي إلي إصابة خلايا المخ وعضلة القلب بقصور التروية الدموية ونقص الأكسجين، مشيراً إلى أن المريض قد يتعرض لإغماءات طويلة أو حالات تشنجات (صرع)، إضافة إلى جفاف الجلد وسخونته، مبيناً ضرورة نقل المريض خلال 10 -15 دقيقة إلى المستشفى، لسرعة إنقاذ الأجهزة الحيوية. وبيّن أن الإسعافات الأولية تكمن في سكب الماء البارد أو الثلج على جسم المريض، وبلل الجلد بأقمشة أو وضع قطع من الشاش البارد أو نقع ملابس المريض في الماء البارد، مع تعريض المريض للهواء البارد (مراوح) من 4 جهات. وأكد أن الحجاج أكثر عرضة للإصابة بالاعتلالات الحرارية، لأن معظمهم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.