الباحثون عن المستقبل الأفضل للعالم يتجهون إلى حيث يوجد الشركاء الجادون، الذين تتمتع بلدانهم بالاستقرار والطموح والشغف والجدية والمصداقية والشفافية والاقتصاد الحيوي والأنظمة والقوانين التي تحمي المصالح والحقوق، برعاية دولة موثوقة تحترم التزاماتها ومسؤولياتها. وعند البحث عن نموذج هذه الدولة في محيطنا العربي والإقليمي تبرز المملكة في الوقت الراهن كخيار تلقائي لامتلاكها كل المقومات والممكنات التي تجعلها كذلك. ولهذا كان طبيعياً أن تتجه بوصلة العالم إلى الرياض لعقد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي للمرة الأولى في تأريخ المنتدى، حيث اكتظت العاصمة التي لا تهدأ يومي 28 و29 من أبريل الماضي بالمشاركين من كل أنحاء العالم، من عمالقة الاقتصاد ورموز السياسة، وخبراء التقنية ونجوم الإعلام والمتخصصين في المجالات التي تقود العالم الآن. كان حدثاً استثنائياً بكل المعايير، فقد عُقدت جلسات ناقشت قضايا وموضوعات مثل: التعاون الدولي، الفضاء، الطاقة، الاقتصاد، السياسة، السلام، الأمن، الصحة، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتمت في الاجتماع لقاءات جمعت وزراء المملكة مع عدد من الوزراء والمسؤولين من الدول الأخرى، وتم تتويج الحدث بمشاركة ولي العهد في جلسة خاصة ناقشت التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة التي تواجه العالم، وجهود المملكة في تعزيز التعاون الدولي. لقد كان العالم بأكمله يتابع مجريات يومي الاجتماع في الرياض، لأن مخرجاته ذات تأثير مهم على كل الملفات الحيوية المتعلقة بالحاضر والمستقبل لكل مجتمعات العالم، وقد برهنت المملكة من خلال الاجتماع جديتها ومسؤوليتها وكفاءتها في أن تكون شريكاً عالمياً رائداً لتجاوز التحديات وابتكار الحلول المنطقية المناسبة للمشكلات، والكفيلة بجعل عالمنا أقل توتراً وأكثر أمناً واستقراراً، وما على الآخرين سوى العمل معها بذات المستوى من الكفاءة والمصداقية والمسؤولية.