لطالما تأملت هذه المهنة وشعرت أنها تلامس شيئاً في داخلي، فنحن البشر مختلفون في أشكالنا وثقافاتنا ولغاتنا لكننا نشترك في إدراكنا لأهمية هذه المهنة، فأثرها على كافة أفراد المجتمع.. مهنة قديمة منذ الأزل وفي نفس الوقت هي متجددة تستطيع مواكبة كل زمان ومكان وبشتى الظروف. «مهنة التعليم»، كان لها في كل دين وثقافة مكانة رفيعة، ففي ديننا الإسلامي واجب على كل مسلم أن يتعلم كيف يعبد ربه، وكيف يؤدي ما أوجبه الله عليه، وكيف يبلغ ما تعلمه للناس من حوله.. إذ إن «التعلم والتعليم» من أعظم القُرُبات وأقصر الطرق إلى الجنات، فببحث بسيط في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد نصوصاً عديدة عظيمة ترغب في العمل بهذه المهنة.. وكل الأمم تتطلع إلى العز والرفعة ولا سبيل لذلك إلا بعلم وفير في شتى العلوم، وبناقلٍ لهذا العلم يؤثر في النفوس ويشحذ الهمم ويضيء العقول وينير البصائر ويشفي الصدور. ولإدراك مسبق من دولتنا (المملكة العربية السعودية) ممثلة بوزارة التعليم لهذا الأثر، اعتنت بمن يمتهن التعليم، وذلك بإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لكل مرحلة من مراحل التعليم، إذ وضعت شروطاً واختبارات ومراتب وقواعد أخلاقية ومهام لتوضيح دور المعلم ومسؤولياته والمبادئ والقوانين السلوكية التي عليه الالتزام بها للقيام بهذه المهنة العظيمة. وفي رسالة إلى زملاء المهنة؛ أدركوا المكانة التي نحن فيها، واعرفوا حجم الأمانة التي نحملها، واعزموا على التطوير المستمر، فالتعليم لا يتوقف عند شهادة معينة نملكها! لأن خصائص الأجيال دائمة التغيير، فعلينا بالمساهمة في ازدهار حاضرنا وتطور مستقبلنا، وبناء جيل واعٍ لدوره في الرقِي بوطنه ومقدر لكل ما قُدم لأجله وممتن لمن علمه ومعترف بفضله. فمهنة التعليم أفضل ما اكتسبته النفوس وعمرت به الأوقات، وبالتعليم ينال الإنسان الرفعة في الدارين ويجمع بين الحسنيين سعادة الدنيا والآخرة.