أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم (الإثنين) تعثر الزخم نحو التوصل لاتفاق كانت الأطراف اليمنية قد أعربت عن استعدادها في ديسمبر الماضي للتوصل إليه بسبب الأحداث الإقليمية التي أدت إلى تعقيد مساحة الوساطة بشكل كبير، محذراً من خطورة التصعيد في الشرق الأوسط، الذي قال إن وقفه بات ضرورة ملحة. وندد المبعوث الأممي في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي اليوم بالإجراءات الأحادية التي اتخذها الحوثي والتي تهدد بتفاقم تقسيم النظام الاقتصادي وتفكيك العملة المتداولة، ما يشكل معضلة اقتصادية جوهرية للشعب اليمني، ويزيد من تعقيد وضع السلطة المتنازع عليها للبنك المركزي اليمني، مطالباً باستجابة استراتيجية ومنسقة تتماشى مع تسوية النزاع على المدى الطويل في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني. وقال غروندبرغ في الاجتماع المخصص لمناقشة الوضع في اليمن: «لا يزال المحتجزون الذين كنا نتطلع لإطلاق سراحهم في الوقت المناسب لقضاء عيد الفطر مع أحبائهم قيد الاحتجاز، والطرق التي كنا نأمل أن يتم فتحها لا تزال مغلقة، كما شهدنا مقتل وإصابة 16 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، بشكل مأساوي عندما قام أفراد الحوثي بتفجير منزل في محافظة البيضاء»، مندداً بتصعيد الأعمال العدائية في عدة جبهات، خصوصاً في الضالع ولحج، وتبادل إطلاق النار في محافظات الحديدة ومأرب وصعدة وشبوة وتعز. ودعا المبعوث الأممي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية جامعة تضم بشكل فاعل أطيافاً واسعة من الأصوات، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمع المدني والفئات المهمشة، مشدداً بالقول: «إذا أهملنا العملية السياسية في اليمن وواصلنا السير على مسار التصعيد، فقد تكون العواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب، بل وعلى المنطقة بأكملها». وأضاف: «إن الانخراط مع الأطراف والعمل على خارطة الطريق وعناصرها يمكن أن يفتح آفاقًا للحوار، ولذلك فإنني مستمر على اتصال وثيق مع جميع الأطراف لبناء الثقة واستكشاف الحلول، وسيستمر مكتبي في تقديم الدعم ومساعدة الأطراف في فتح الطرق، وحل الخلافات الاقتصادية الصعبة، وإحراز تقدم في خارطة الطريق، والتحضير لتنفيذها. وسنواصل أيضًا عملنا من أجل إطلاق سراح المحتجزين»، داعياً الأطراف اليمنية إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية أحادية الجانب والانخراط في حوار بنّاء بحسن نية تحت رعاية الأممالمتحدة لإيجاد حلول مشتركة من خلال التعاون وتحويل النزاعات إلى فرص لاتخاذ مسار نحو الازدهار المشترك. ولفت إلى أن تصعيد الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن مستمر ودخل شهره السادس، متهماً الحوثيين باستهداف عدة سفن تجارية وعسكرية، وكذلك أمريكا وبريطانيا بتنفيذ هجمات على أهداف عسكرية حوثية في الحديدة، حجة، صنعاء، وتعز، مشدداً على ضرورة العمل لضمان عدم ربط حل الصراع في اليمن بتسوية القضايا الأخرى. وشدد المبعوث الأممي بالقول: «يجب ألا نجازف بفرصة اليمن في تحقيق السلام وتحويلها إلى خسائر ثانوية. لقد تكبّد الشعب اليمني، بما في ذلك السبعة عشر مليون نسمة الذين ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء، معاناة طويلة بما يكفي. إن السلام في اليمن له قيمة جوهرية وأنا مقتنع أن اليمن الذي يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه سيكون له تأثير إيجابي على الديناميكيات الإقليمية».