تعد الكنافة إحدى أشهر الحلويات في مصر التي تحظى بإقبال كبير من المصريين في شهر رمضان المبارك، حيث تمتلئ الشوارع والميادين بأفران الكنافة والقطايف، ويجتمع حولها الكبير والصغير وسط مظاهر من البهجة. ويشير بعض المؤرخين الإسلاميين إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي، وأن المصريين هم أول من عرفوها قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار وهم يتسارعون في تقديم الهدايا له، ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار. والكنافة هي حلوى تتكون من خيوط عجين، يضاف إليها السمن والسكر والمكسرات، ويكثر تحضيرها خصوصاً في شهر رمضان؛ فهي تنشط الصائم بعد الإفطار وتمده بالطاقة والسعرات الحرارية، كونها غنية بالسكر والفيتامينات، وتحتوي على كميّات كبيرة من البروتينات واليود والحديد والفوسفور. أما القطايف، فهي فطيرة مصنوعة من عجينة سائلة مخبوزة تؤكل مقلية بحشوات متنوعة منها القشطة والجبنة والجوز، ويشتهر إعدادها في مصر وبلاد الشام خلال شهر رمضان، وتكثر الروايات في أصولها التاريخية، فبعض الروايات تقول إنّها تعود للعصر العباسي، ومنهم من يقول الأموي، ويقال، إن أول من تناول القطايف هو الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك سنة (98 ه) في رمضان. وهناك العديد من الروايات حول تسمية القطايف بهذا الاسم، فتقول إحدى الروايات التي تعود للعصر الفاطمي، إن الطهاة كانوا يتنافسون في تحضير أنواع الحلويّات في الشهر الفضيل، وكانت فطيرة القطايف من ضمن هذه الحلويات، وتمّ تحضيرها بشكل جميل ومزينة بالمكسرات ومقدمة بطبق كبير، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدة للذتها، بينما يرجع بعض المؤرخين أصل تسمية القطايف بهذا الاسم لتشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة. وشغلت القطايف الشاعر الكبير ابن الرومي، وقال فيها: قطائف قد حشيت باللوز والسكر الماذي حشو الموز تسبح في آذيّ دهن الجوز سررت لما وقعت في حوزي سرور عباس بقرب فوز. ولأن ابن الرومي شاعر عباسي، فعلى الأرجح أن تكون القطايف قد عرفت في العصر العباسي أو في أواخر العصر الأموي.