ثلاثة قرون على يوم التأسيس مع الإمام محمد بن سعود مؤسّس الدولة السعودية الأولى، ولأنّ النبتة التي زُرعت هي نبتة خير ووفاء، ها هو التأسيس يتجدّد بعد كل هذه الأيام على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. في اليوم الأول عندما أعلن الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الأولى كان صاحب رؤية تحاكي المستقبل من حيث الموقع الجغرافي للمملكة، ومن حيث الوحدة الوطنية المكرّسة للهوية السعودية العربية الإسلامية. واليوم بعد ثلاثة قرون ها هي المملكة العربية السعودية تكتب تأسيسها الثاني بمنطق الإبداع، بحيث تنطلق من التأسيس الأول إلى التأسيس الثاني عبر رؤية 2030. حكاية تأسيس بين محمّدَين؛ الأول محمد بن سعود، والثاني محمد بن سلمان، والرجلان انطلقا من رؤيتهما نحو بناء طريق المستقبل والآمال الكبيرة لدولة تحقق أحلام وطموحات أبنائها. ما تبدلت الطموحات والأحلام وبقي الهدف واضحاً، وهو تطور وإنماء المواطن السعودي وإرساء دولة الأمن والاستقرار والبناء والتوحيد. رسالة حملها محمد بن سعود واليوم يحملها محمد بن سلمان. وضع الإمام محمد بن سعود رؤيته انطلاقاً من الدفاع عن الدرعية في عهد والده، ثمّ شارك في حملة العيينة قبل أن يتولّى الحكم في الدرعية مؤسّساً الدولة السعوديّة الأولى. واليوم يحمل الأمير محمد بن سلمان، برعاية والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، راية الدفاع عن المجتمع السعودي بوجه الفساد والمفسدين، وعن حقّ المواطن السعودي في الإصلاح والشفافية والمشاريع التي تحاكي المستقبل المنير لأيام كلها رخاء وأمان. هي رسالة الإصلاح التي يشترك فيها المحمّدَان بإيمانهما بالشباب السعودي القادر على تحقيق المستحيل، والمبدع في كل المجالات العلمية والثقافية والمجتمعية. هي حكاية احترام الماضي لبناء المستقبل، فمسيرة الإبداع تُعرّف بانطلاق الرجل من تاريخه لتطوير مستقبله. الإمام محمد بن سعود تمسّك بالتاريخ مقدّراً ونظر إلى المستقبل طامحاً؛ فوحّد شطرَي الدرعية، وبنى السور حولها، وأمّن استقرار الرياض، وصدّ كلّ الغزوات. أمّا الأمير محمد بن سلمان فقرأ التاريخ جيّداً، ورأى فيه الإلهام المبدع تحت شعار «لا مستقبل لمن لا تاريخ له، ولا تاريخ لمن لا يصوغ ويحمي المستقبل»، فهو من قال: «لدينا عمق تاريخي مهمّ جدّاً، موغل جدّاً، ويتلاقى مع الكثير من الحضارات. الكثيرون يربطون تاريخ جزيرة العرب بتاريخ قصير جدّاً، والعكس أنّنا أمّة موغلة في القِدم». الأمر الملكي الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باعتبار يوم 22 فبراير من كلّ عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، يشكل رسالة تاريخية للشباب السعودي بالتمسك بالماضي خلال عبور طريق المستقبل حين قال عند إصدار الأمر الملكي إنّ «الاحتفاء بهذا اليوم يأتي اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود...». لقد رأى خادم الحرمين الشريفين عندما كرّس 22 فبراير (يوم التأسيس) ملامح تماسك الفكرة والرؤية ما بين مؤسّس الدولة السعودية الأولى، وقائد مسيرة التطوير والإنماء وتمكين الشباب الأمير محمد بن سلمان.إن يوم التأسيس يرسم خارطة طريق وفقاً لعمادين أساسيين: - الأول: التمسّك بالقيم والثوابت التي قامت على أساسها، وعنها قال خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «جاءت الدولة السعودية لتعيد الاستقرار لهذه المنطقة على نهج الدولة الإسلامية الأولى، وتوحّد أغلب أجزائها في دولة واحدة، تقوم على الكتاب والسُّنّة، لا على أساس إقليمي أو قَبَلي أو فكر بشري، منذ أكثر من 270 سنة». - الثاني: النخوة في نداء يبثّ الحماسة والفخر وروح الانتماء إلى الوطن. خارطة التأسيس التي تكرّست في عقول شباب المملكة بفضل هذا الأمر الملكي، لتؤكد أنّ هذا الوطن يفتخر بتاريخه ويتمسك ببناء مستقبله.