قامت أمانة مدينة الرياض بخطوة جيدة عندما طرحت استطلاعاً للجمهور بشأن الخدمات التي تقدمها، قالت في مقدمته: «إيماناً بأهمية دوركم الفعال في تحسين الخدمات المقدمة لكم ورفع مستوى جودة الحياة في منطقتكم الرياض، نستهدف استطلاع آرائكم بغرض التحسين والتطوير المستمر وتحقيق التميز في خدمتكم وتعزيز جودة الحياة». عندما نقول إن المواطن هو محور التنمية والمستهدف بكل ما تقدمه الدولة من خدمات ومشاريع فإنه لا بد أن يُسمع رأيه لدى جهات تقديم الخدمات، إن لم يكن في مرحلة التخطيط فعلى الأقل في تقييم المنجز خلال وبعد تنفيذه. المواطن ليس بالضرورة أن يكون متخصصاً في تصميم وتنفيذ مشاريع البنية الأساسية، لكنه المستفيد النهائي منها الذي يتعامل معها كل يوم، وهو الذي يستطيع تقييم جودتها بدقة وليس تقارير المتابعة للجهات التي تنفذها، هو الذي يتضرر منها إذا كانت سيئة، ويعاني من المطالبة بإصلاحها بسبب بيروقراطية الجهات المسؤولة عنها، التي تكتفي رفعاً للعتب بوضع خانة للشكاوى والملاحظات في مواقعها الإلكترونية أو أرقام هواتف للبلاغات، ولكن هذه الإجراءات تتعامل فقط مع أخطاء أو أضرار ما بعد تنفيذ المشروع، وكثير منها كان يمكن تلافيه من الأساس لو سُمعت آراء الناس في أي منطقة مستهدفة بمشروع ما، لأنه حتماً سيكون فيها ما يفيد من أفكار وملاحظات. عندما نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نجد يومياً كثيراً من الملاحظات المهمة على مشاريع وخدمات قائمة، ومخططات لمشاريع قادمة، بعضها تأتي من متخصصين، والكثير منها يتضمن أفكاراً واقتراحات جديرة بالاهتمام، لكننا لا نرى تفاعلاً معقولاً معها من الجهات المختصة، مع أننا أصبحنا نرى بعض الجهات التشريعية والتنظيمية تطرح مشاريع أنظمتها للاستطلاع والاستئناس بآراء الجمهور وأخذها في الاعتبار قبل خروجها بصيغها النهائية. بادرة أمانة الرياض خطوة جيدة يجب أن تحتذي بها بقية الأمانات وكل الجهات المعنية بخدمات المواطن.