فيما تؤكد وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك خلافا متصاعدا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت والذي تصفه ب«خطر أمني ووجودي على إسرائيل»، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» غضبا بين جنود وحدة المسح التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية بعد تقليص المنحة المخصصة لهم. وأوضحت الصحيفة أن وحدة المسح مسؤولة عن تحديد مكان وإجلاء الجثث وجمع أشلاء الجنود في غزة، موضحة أن المنحة المخصصة لجنود الوحدة تم تقليصها إلى ألفي شيكل بدلا من 4 آلاف المخصصة لجنود الاحتياط (الدولار يساوي 3.77 شيكل)، ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله «شعرنا بالخجل من حصولنا على نصف المنحة، نترك كل شيء ونخاطر بحياتنا لا أحد يأتي إلى هنا من أجل المال، ولكن إذا كان هذا هو الشكر فهذا أمر مؤسف ومخيب للآمال». بالمقابل، ذكرت القناة ال13 الإسرائيلية أن انسحاب وزير الدفاع يوآف غالانت أخيراً من اجتماع مجلس الحرب بعد أن هاجم نتنياهو ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، مؤكدة على لسان مراسلتها أن غالانت طلب من نتنياهو وهنغي التوقف عن عرقلة عمله. وأشارت إلى أن الانسحاب دليل على حجم التوتر بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، مبينة أن التوتر في العلاقة بدأ قبل 7 أكتوبر بكثير، لكن أصبح متزايدا هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى. ويرجع مراقبون إسرائيليون أسباب الخلافات إلى تراكمات وتوترات بين الرجلين، بالإضافة إلى تجاوز الحرب ال100 يوم وهو أمر لم تألف عليه إسرائيل. وفي سياق آخر، أصبحت الانقسامات بين إدارة بايدن ونتنياهو بشأن تعامل إسرائيل مع الحرب ضد حماس في غزة أكثر وضوحاً خصوصاً بعد أن رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية النظر في المقترحات الأمريكية لحكم غزة بعد الحرب وضرورة وقف التصريحات المسيئة للوزراء المتشددين. وكشف المسؤولون أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عاد إلى واشنطن من زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط منذ تفجر حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بعد أن رفض نتنياهو جميع طلبات الإدارة الأمريكية باستثناء واحدة، ألا وهي الالتزام بأن إسرائيل لن تهاجم حزب الله في لبنان، وفق ما نقلت شبكة «إن بي سي». في الوقت ذاته، جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير تأكيداته على ضرورة أن تكون الرؤية لليوم التالي للحرب في غزة استمرار السيطرة على القطاع وتشجيع الهجرة الطوعية وقتل يحيى السنوار، زاعماً أن التسوية السياسية لن تحقق الأمن لإسرائيل. وقال بن غفير: «يجب ألا نسمح بعودة العمال الفلسطينيين من الضفة للعمل في إسرائيل لأن عودتهم تشكل خطرا علينا»، مضيفاً: على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الاختيار بين طريق بيني غانتس (الوزير بمجلس الحرب) ويائير لبيد (زعيم المعارضة) وفرضيته القديمة وبين طريقنا الذي يهدف إلى الحسم والنصر، على حد قوله.