أكد لقاء وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، في برنامج (في الصورة) مع الإعلامي عبدالله المديفر، خطأ ما كان يحاوله بعض السذج بوصف الحديث عن خطر تنظيم الإخوان المسلمين والصحويين بأنه مبالغة وتضخيم وتهويل عندما كانوا يسيطرون على الساحة الاجتماعية ويتغلغلون في كثير من المفاصل الرسمية المهمة، والمناشط المؤثرة. كان الحديث عن خطرهم خلال فترة طويلة يفتح بوابة الجحيم على من يتحدث بوصمه بالتزييف والتجني، وتعريضه لأقذر أشكال التصفية المعنوية والنفسية والاجتماعية، وما هو أسوأ وأشد من ذلك، لصرف الأنظار عن حقيقة خطرهم، وترهيب من يفكر في كشفهم. الدكتور عبداللطيف من المسؤولين الذين عاصروا المرحلتين؛ مرحلة سطوتهم، ومرحلة تحجيمهم وكشف حقيقتهم، فأصبح متاحاً له أن يتحدث الآن بقدر كبير من الحرية عن تلك المرحلة المظلمة، مستشهداً بوقائع عايشها ودفع ثمنها غالياً إلى درجة محاولة تصفيته جسدياً رغم منصبه الكبير في الدولة، والأسوأ -كما لمّح إليه في اللقاء- أن تلك الحادثة الخطيرة لم يتم التعامل معها بقدر خطورتها، ومرت مرور الكرام، وذلك يدل على قوة تأثيرهم حتى في القضايا الأمنية الكبرى. وفي سياق حديثه استطاع الدكتور عبداللطيف اختصار هدفهم الحقيقي عندما حلف بالله قائلاً: «لولا الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكان الآن يُقال «كان هنا السعودية» بسبب الإخوان والصحويين». هذه الحقيقة كان يعرفها كل مطلع على جذور فكرهم وهدفه الأساسي، وخططهم وتكتيكاتهم التي حددتها أدبياتهم التنظيمية، لكنهم استطاعوا صرف أنظار العامة عن حقيقتهم، بل واستقطابهم تحت غطاء خطاب ديني للتمويه على الهدف الاستراتيجي الذي يحلمون به، وهو الوصول إلى سُدّة الحكم بعد إسقاط الدولة، كما فعلوا في دول أخرى بتآمرهم مع أجهزة استخباراتية أجنبية، لأنهم أساساً لا يؤمنون بفكرة الوطن، ويكفرون الحكام المسلمين بلا استثناء، ولا يعترفون بمسلمين غيرهم، أو أحقية أحد بحكم الشعوب سواهم. صحيح أننا، والحمد لله، حيّدنا خطرهم رسمياً وبشجاعة قرار الدولة في مرحلتنا الراهنة، ولكن لا يصح أن نطمئن تماماً إلى زوال ذلك الخطر بشكل نهائي؛ لأنهم مثل خلايا السرطان التي قد يبقى قليل منها منزوياً في مكان ما من الجسد بعد العلاج، لكنها قد تنشط من جديد إذا لم تكن هناك متابعة مستمرة لكشفها واستئصالها.