«الاستهلاك التفاخري» أو ما يمكن تسميته «المستهلك الغلبان».. مصطلح ظهر قديماً، وتجدد حديثاً مع انتشار المحتوى الإلكتروني من خلال «الموقع الأصفر»، فغرق البعض فيه وسبب لكثير منهم أمراضاً نفسية، فدخلوا تحت بند هذا المفهوم (الاستهلاك التفاخري)، بحثاً عن الذات وإعطاء النفس مكانة اجتماعية لا تدوم إلا لحظياً. قبل الولوج في تفاصيل تلك الحالة المرضية للذين دخلوا تحت طائلة «الاستهلاك التفاخري»؛ سوف أقدم نبذة مختصرة عن مصطلح «الموقع الأصفر» (Yellowbook)؛ هو دليل أعمال عبر الإنترنت يضم أكثر من 20 مليون شركة متاحة في الولاياتالمتحدة وخمس دول أخرى، يمكِّن الأشخاص من البحث عن الشركات ومقارنة فئات الأعمال والتصفح بحثاً عن الشركات المحلية حسب المنطقة، ويوفر مجموعة واسعة من مراجعات الأعمال التي يتم تحديثها بانتظام، ويمكن الوصول إليها من قبل أي مستخدم، ويقدم مجموعة واسعة من الفرص التسويقية للشركات لمساعدتهم على زيادة ظهورهم وجذب عملاء جدد وتطوير العلاقات مع عملائهم الحاليين. أعود إلى المستهلك الغلبان الذي يريد مكانة اجتماعية، فيدخل تحت مصطلح «الاستهلاك التفاخري»؛ إذ هناك من ذوي الدخل المحدود من يبالغ في حضوره الاجتماعي بمشتريات تفوق طاقته، كي يظنه الناس أنه صاحب مكانة اجتماعية عالية.. هذا المسكين صاحب العقدة النفسية الذي دخل قائمة «الاستهلاك التفاخري» تستغله الشركات في «الموقع الأصفر»، فيصرف إلكترونياً ما يملكه من مال في مدة لا تتجاوز 10 ثوانٍ، مثل هؤلاء يريدون صناعة مكانة اجتماعية من ورق، وهم يظنون أن ذلك يقودهم إلى تحقيق تلك المكانة الاجتماعية أو السعادة الدائمة ولن يصلوا إليهما بهذه الطريقة، بل سيدخلون في نفق الاستنزاف المالي المستمر. السعادة - يا سادة - هي «مد رجلك على قد لحافك»، ومن عرف قدر نفسه سيضع قدمه على طريق الحياة السعيدة، ومن أراد أن ينعم بالصحة والراحة والاستقرار النفسي والمعنوي فلا يضع نفسه في مكانة غير مكانته، ولا يستهلك بالمشتريات فوق طاقته المادية.. لذلك أقول: «استهلك بذكاء».