صدر بيان مشترك في ختام زيارة رئيس وزراء جمهورية سنغافورة لي هسين لونغ الرسمية للمملكة، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وسنغافورة، خلال المدة 3/ 4/ 1445 الموافق 18/ 10/ 2023م، حيث استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس وزراء سنغافورة في قصر اليمامة بالرياض، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في جميع المجالات. وانطلاقاً من رغبة قيادتي البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، اتفق الجانبان على الارتقاء بمستوى العلاقة بينهما إلى مستوى (شراكة إستراتيجية)، وعبَّرا عن تطلعهما إلى تعميق وتوسيع الشراكة بين البلدين في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة. وثمن رئيس وزراء جمهورية سنغافورة، الجهود التي تبذلها حكومة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، مشيداً بمستوى التنسيق العالي بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من جمهورية سنغافورة. وأعرب الجانب السنغافوري عن دعم وتأييد حكومة جمهورية سنغافورة ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034م. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك مكافحة الجرائم بأشكالها كافة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين الصديقين. وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المحافل الدولية والمنظمات المالية الدولية بما يعزز الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، وعبرا عن رغبتهما في تعزيز التعاون وتبادل المعلومات في مجالات الابتكار والتقنية المالية بين البنك المركزي السعودي وسلطة النقد السنغافورية. واتفق الجانبان، على تعزيز التعاون في المجالات الآتية: البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، الاقتصاد الرقمي والابتكار، النقل البري والجوي والسككي والموانئ والربط اللوجستي، السياحة والثقافة والشباب، التعليم، الصحة والتنسيق بينهما في دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية. شراكة بمختلف المجالات رحب الجانبان، بالتقدم المحرز في أعمال اللجنة السعودية - السنغافورية المشتركة، التي عقدت اجتماعها (الثالث) بتاريخ 2/ 4/ 1445 الموافق 17/ 10/ 2023، بمدينة الرياض، وتم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة، والصناعة، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والربط في قطاع النقل والخدمات اللوجستية. وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، استعرض الجانبان أبرز تحديات الاقتصاد العالمي، ونوهَا بالمصالح المشتركة واسعة النطاق في كثير من الجوانب الاقتصادية المهمة في البلدين. وأشاد الجانبان بنمو حجم التجارة البينية في عام 2022 بمعدل (51%) مقارنة بعام 2021م، وأكدا على أهمية استمرار العمل المشترك لتعزيز وتنويع التجارة بينهما، من خلال الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية سنغافورة، وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة، والاقتصاد الرقمي، والخدمات المالية، والزراعة والصناعات الغذائية، والنقل والخدمات اللوجستية. كما أكدَا على أهمية عقد الشراكات الاستثمارية التي تتيحها برامج ومشاريع رؤية المملكة 2030 في مختلف القطاعات، والاستفادة من خبرات وقدرات الشركات السنغافورية المميزة، وعقد الفعاليات التجارية والاستثمارية المشتركة بما يعود بالمنفعة على اقتصادي البلدين. ضمان إمدادات الطاقة وفي مجال الطاقة، أكد الجانبان ضرورة ضمان أمن إمدادات الطاقة في الأسواق العالمية من خلال تشجيع الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة، وأكدا أهمية التعاون بين البلدين في مجالات حلول الكربون المنخفض وتقنياته، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر والنظيف، واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، والكهرباء، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها والابتكارات المتعلقة بها، ومتابعة ذلك في إطار (خارطة الطريق للتعاون في مجال الطاقة) كخطة تنفيذية لمذكرة التفاهم في مجال الطاقة الموقعة بين وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية ووزارة التجارة والصناعة في جمهورية سنغافورة. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات البترول، والمنتجات المكررة، والبتروكيماويات، وتطوير التقنيات المبتكرة لاستخدامات المصادر الهيدروكربونية وكفاءة الطاقة. وفي ما يتعلق بالتغير المناخي، رحب الجانب السنغافوري بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، وعبر عن دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون؛ الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين في 2020م. وأكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير الاتفاقيات المناخية وتنفيذها بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر. محاربة التطرف والغلو جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين. وتبادلا وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها، وتعزيز التعاون في مجال محاربة التطرف والغلو وخطاب الكراهية والإرهاب، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح، ومنع الإساءة للأديان والمقدسات. وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس وزراء جمهورية سنغافورة لي هسين لونغ، عن شكره وتقديره لولي العهد، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعبر عن تطلعه إلى الترحيب بزيارة ولي العهد في زيارة رسمية إلى جمهورية سنغافورة في الوقت المناسب للجانبين. وعبر ولي العهد، عن قبوله الدعوة وتطلعه لزيارة جمهورية سنغافورة، وأعرب عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة له، وبمزيد من التقدم والرقي للشعب السنغافوري الصديق.