أكد باحثون اكتشاف علاج مُحتمل للسبب الرئيسي للفشل الكلوي لدى الأطفال الذين يحتاجون إلى غسل الكلى. وأوضحوا، وفق نتائج دراسة نشرت (الخميس) في دورية «ميد» (Med)، أنّ العلاج المُحتمل يعتمد على دواء «إيكوليزوماب» (Eculizumab) الذي نال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2011 لعلاج مرض نادر يؤثر في الدم. ويرجع السبب الأكثر شيوعاً للفشل الكلوي عند الأطفال إلى البكتيريا المنتجة للسموم التي تدخل الدورة الدموية عبر الأمعاء، مسبّبة الإسهال الدموي؛ ما يؤدّي في النهاية إلى الإصابة بمرض يُسمّى متلازمة انحلال الدم اليوريمي. وتحدُث هذه المتلازمة عندما تُنتج بكتيريا الإشريكية القولونية نوعاً من السموم يُسمّى «سم الشيغا» الذي ينتشر في الجهاز الهضمي ويدخل مجرى الدم، حيث يهاجم خلايا الدم الحمراء والأوعية الدموية الصغيرة. وبصفتها أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لمشكلات الكلى لدى الأشخاص من جميع الأعمار، يُمكن أن تكون هذه البكتيريا مدمّرة بشكل خاص للأطفال، وغالباً ما يحتاجون إلى غسل الكلى، حيث يُصاب نحو واحد من كل 20 طفلاً بالفشل الكلوي مدى الحياة أو يموتون. وأظهرت نتائج اختبارات الفريق البحثي على نماذج الفئران وخلايا الكلى البشرية، أنه يمكن علاج متلازمة انحلال الدم اليوريمي بنجاح عن طريق تثبيط مسار حدوث المرض في وقت مبكر، باستخدام دواء «إيكوليزوماب». وأثبت الفريق البحثي أنّ الاستخدام المُبكر للدواء يمكن أن يمنع الفشل الكلوي الناجم عن المتلازمة، وأنه يتحلّى بإمكانات علاجية لهذا المرض المدمّر. من جهته، يقول أستاذ طب الكلى في جامعة بريستول البريطانية، الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ريتشارد كوارد: «اكتشفنا لماذا تُعدّ الكلى الهدف الرئيسي للسموم البكتيرية المنتشرة في الدم بجميع أنحاء الجسم. ذلك يعود إلى تأثير تلك السموم في خلية معينة في الكلى تلعب دوراً حاسماً في وظيفتها، وتؤدي في النهاية إلى فشلها في القيام بوظائفها». ويضيف: «عندما تُستهدف الكلى بواسطة السموم، تنطلق سلسلة إشارات ينجم عنها تكوين جلطات دموية صغيرة تُسبّب انسداداً في الأوعية الدموية بالجسم؛ لكن عندما نعطّل هذا المسار في وقت مبكر من المرض، فإننا نعالجه»، موضحاً أنّ الاستخدام المبكر لدواء «إيكوليزوماب» يُمكن أن يمنع الفشل الكلوي الناجم عن متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وأنّ للدواء إمكانات علاجية لهذا المرض المدمّر الذي يُسبب الفشل الكلوي والوفاة لدى نحو 5% إلى 10% من الأطفال. وعن خطواتهم المستقبلية، يشير كوارد إلى أنّ الفريق سيواصل بحوثه على الأطفال المرضى لتحديد العلامات المبكرة لمتلازمة انحلال الدم اليوريمي، والتوقيت الأمثل لإعطائهم دواء «إيكوليزوماب».