تتجلى في النور الحقائق وتخفيها الظلمات، ونور البيان يسطع كما يسطع نور الشمس، وكذلك هي المعلومات الزائفة والأحلام الوهمية والإعلانات الضالة عن ملجأ الأمان والحرية التي يروج لها كل فاسد وحاقد يدعي فيه أنه صاحب قضية ومبادئ، وما هو إلا ضلال وفساد وفتن يسعى لإقناع الناس بها لترك أوطانهم بحثاً عن الحرية المزيفة أو اعتناق المناهج الفاسدة والأفكار الضالة وزرع بذور الفتن، لكن نور البيان الذي تجلى أظهر للعالم أجمع الثبات والتمسك والاعتصام بحبل الله المتين والمنهج القويم والفطرة السليمة، وأن حفنة من تراب الوطن أغلى وأعظم من ناطحات السحاب في بلاد يفقد المرء فيها الأمان والطمأنينة ويتنازل مرغماً عن مبادئ الدين والأخلاق والإنسانية ويعرف نادماً حقيقة الحرية المزيفة بعد فوات الأوان. هذا الوطن العظيم الذي كان وسيبقى ملجأ الأمان ومنبع العقيدة ومنارة السلام والإسلام يرتحل فيه عابر السبيل من أقصى الشمال إلى الجنوب مطمئناً آمناً على ماله وعرضه ونفسه من الهلاك في رحاب وطن سخر الرحمن قيادته وشعبه لإكرام الضيف وحمايته ورعايته وخدمته، فإن من أعظم النعم التي فضلنا الرحمن بها عن غيرنا نعمة هذا الوطن العظيم الذي له علينا حق البر والإحسان والمساهمة في التنمية والإبداع في العطاء ورد العدوان عنه في كل ميادين الفداء، نروي أرضه بدمائنا ونسخر له أفكارنا وأقلامنا وجهودنا لدوام عزه ومجده ورفعة مكانته والمحافظة على ثوابته وصلابة بنائه وزرع مبادئ الدين والعقيدة والوطنية والفطرة السليمة في قلوب أجياله قبل أن تكتبها أقلامهم في مسيرة العلم ومراحل التعليم والنصح لمن ضل الطريق وحاد عن المنهج القويم والصراط المستقيم ولاحق الأوهام. حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها من كيد الكائدين وعمل المفسدين وحقد الحاقدين.