فيما يترقب العراقيون، اليوم (السبت)، الإعلان الرسمي لنتائج التحقيق في الحريق المروع الذي التهم قاعة أعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوي بحسب ما أعلن وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، أمس (الجمعة)، لاتزال أجواء الغضب والتوتر تهيمن على المنطقة، خصوصاً أهالي الضحايا. وأقدم حشد كبير من أهالي الضحايا على طرد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من مجلس عزاء أقيم في البلدة، وبادره أحد المكلومين بالفاجعة التي حصدت أكثر من 100 قتيل، قائلاً بنبرة غضب وقهر: «أنتم مسؤولون، لماذا أنت هنا؟، مات أربعة من عائلتي. من جهته، عبر مطران الكنيسة السريانية في كركوك ونينوى وإقليم كردستان العراق، نيقوديموس داوود شرف، عن غضبه من تعويض أهل الضحايا بالمال، مطالباً الرئاسات الثلاث بالاستقالة. وقال في مقابلة تلفزيونية محلية: على المسؤولين أن يخجلوا من أنفسهم لتعويض الناس بالمال». وتساءل: «ألا تستحون من تعويض الناس بالمال». وأضاف: هذا الألم النفسي من يعوضه.. العراق بأكمله في صدمة من شماله لجنوبه.وتأكد أن كل مسؤول لديه ذرة كرامة عليه الاستقالة، والإقرار بأنه لا يصلح لمنصبه، لأنه فشل في الحفاظ على أرواح الناس. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 107 قتلى، بحسب ما أعلنت دائرة صحة نينوى اليوم، من ضمنهم 41 لم يتم التعرف عليهم بعد.ووصف مدير عام الدائرة منصور معروف منصور الحادث بالفاجعة الكبرى. وكانت السلطات العراقية أعلنت توقيف 14 شخصاً لتورطهم في الحادثة. فيما كشف المشرف على التحقيق كاظم بوهان أن قاعة الهيثم التي شهدت الحادثة الأليمة بنيت عام 2013، لكن بالتجاوز على أرض زراعية. وكان حريق هائل اندلع في قاعة الهيثم للأعراس وأودى حتى الآن بحياة أكثر من 100 شخص فضلاً عن إصابة 150 آخرين، في كارثة دفعت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإعلان الحداد العام ثلاثة أيام في أنحاء العراق. وحمل أهالي بلدة الحمدانية مسؤولية تلك الكارثة إلى التراخي في تطبيق إجراءات السلامة والفساد المستشري بين المسؤولين منذ سنوات فضلاً عن المحسوبيات. يذكر أنه في أبريل عام 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين. وفي يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية جنوب البلاد اندلع في جناح لمرضى كوفيد.