شكا عدد من الباحثين عن فرص عمل من ذوي الإعاقة السمعية ل«عكاظ» معاناتهم في إيجاد فرص عمل، في الوقت الذي تُبذل فيه كافة الجهود لتذليل كل التحديات لهم لتمكينهم من العمل وفق ما أكده صندوق تنمية الموارد البشرية ل«عكاظ» من تمكين أكثر من 10 آلاف مستفيد من الأشخاص ذوي الإعاقة من سوق العمل. ودعا عدد من المختصين في مجال الإعاقة الشركات الخاصة إلى التوسع في فرص العمل لهذه الفئة وتوعية الموظفين بكيفية التعامل معهم والسعي إلى التدريب المستمر. وعرضت سحر المحياني خريجة التربية الخاصة تجربتها التي وصفتها بالمريرة، إذ عملت في شركة واجهت فيها عدم المصداقية والضغط في العمل دون أن ينسب العمل لها، كما شكت من حصول الموظفات الأخريات على دورات وترقيات وزيادات في الراتب بينما تم استثناؤها دون سبب واضح. وأشارت إلى أنها تقدمت بشكوى للإدارة ولم تجد منها تجاوباً ينصفها ما دفعها للاستقالة بعد مواجهتها ضغوطاً نفسية من الشركة والموظفات. وقالت المحياني إن الوظيفة الوحيدة المتاحة لها بعد عناء طويل في البحث عن وظيفة هي (موظفة سعودة)، ما ينافي نظام العمل. وواجه أحد ذوي الهمم ذات الإشكالية وقال إنه مصاب بإعاقة سمعية وحاصل على شهادة جامعية مع مرتبة الشرف والعديد من الشهادات والخبرات والدورات، ومع ذلك راتبه الأضعف مقارنة بالموظفين في المستوى نفسه، كما أنه مستثنى من الحصول على ترقيات وزيادة في الراتب دون سبب واضح، ما دفعه للاستقالة وهو الآن عاطل عن العمل. في المقابل ترى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإعاقة السمعية النسائية في جدة فايزة نتو أن الدولة لا تألو جهداً في تقديم الدعم للقطاع الخاص وتشجعهم على استقطاب ذوي الإعاقة السمعية وتوظيفهم، مشيرة إلى أن هذه الفئة تتمتع بمهارات مهنية تكمنهم من ممارسة العديد من الأعمال كالكمبيوتر والتصوير والتطريز والرسم وغيرها من الأعمال المهارية التي يجيدها ذوو الإعاقة السمعية، موضحة أن دور الجمعية هو تمكين ذوي الإعاقة السمعية من إيجاد فرص، وهناك 33 فتاة نسعى لإيجاد فرص عمل لهن وأخريات تم إنهاء عقودهن في بعض الشركات في انتظار الوظائف البديلة. وشخصت المتخصصة في التربية الخاصة الدكتورة لجين سندي التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة السمعية وضعاف السمع وقالت إنها تتمثل في عدم وجود لغة الإشارة في القطاعات الخدمية، والمأمول توعية الموظفين بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة السمعية وضعاف السمع، والتعرف على جميع الجوانب النفسية الخاصة بهم، وتقترح في هذا الشأن التوسع في دعم الشركات الخاصة لتوظيف ذوي الإعاقة والتعرف على المجالات الوظيفية المناسبة وتوفير برامج تدريبية لجميع الشركات لكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة وتوعية ذوي الإعاقة بما سيواجهونه في سوق العمل. أما الخبير والمدرب الدولي المعتمد في لغة الإشارة محمد الفهيد فيقول: إن فئة الصم وضعاف السمع يواجهون عدم الثقة من بعض أصحاب المنشآت أو مديري القطاع توهماً أن هؤلاء غير قادرين على إدارة أو قيادة المشاريع أو الأقسام. وأضاف: ونحن مقصرون في توعية المجتمع بأن الأصم قادر على إدارة أي عمل أو مشروع، ونحن نعمل على تصحيح هذه المشكلات بنشر أسماء وشخصيات الصم وضعاف السمع ممن قادوا مراكز واتحادات وجامعات، والآن نرى كثيراً من المجتمع ينظرون للأصم نظرة شخص عصامي ومكافح، والجهات والهيئات ذات العلاقة تعمل على تغيير النظرة النمطية لذوي الإعاقة. «هدف»: جذب ومواءمة الفرص الوظيفية لذوي الإعاقة السمعية أوضح صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» أن الصندوق يعمل على دعم وتدريب وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وجذب الفرص الملائمة لهم في سوق العمل، وحقق الصندوق خلال العام الماضي 2022 نسب توظيف عالية للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تمكين أكثر من 10 آلاف مستفيد من الأشخاص ذوي الإعاقة من دخول سوق العمل، كما يقدم الصندوق للأشخاص ذوي الإعاقة عامةً والأشخاص ذوي الإعاقة السمعية على وجه الخصوص عدداً من الخدمات، من بينها إقامة لقاءات وظيفية عبر فروع الصندوق وقنوات التوظيف المتنوعة، بهدف تمكينهم من شغل الفرص الوظيفية الملائمة لهم وتطوير برنامج دعم النقل (وصول) ليشمل الأشخاص ذوي الإعاقة من الذكور، بهدف إيجاد حلول تخفف من عبء تكاليف النقل عن العاملين منهم في القطاع الخاص من أجل تمكين عملهم وزيادة استقرارهم في سوق العمل. ومن الإنجازات أيضاً عقد ورش عمل وجلسات إرشاد وتوجيه مهني ودورات تدريبية إلكترونية ذات موضوعات متعلقة ببيئة العمل والتعامل داخل المنشآت، كما يحرص الصندوق في كل مبادراته على مواءمتها للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ذلك توفير اتصال فيديو من خلال مراكز الاتصال الخاصة بالصندوق والترجمة الإشارية في الملتقيات والمعارض التعريفية بخدمات وبرامج الصندوق. ويقوم الصندوق بتحليل بيانات الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل دوري وتحويلهم للبرامج والقنوات الموائمة ابتداء ببرنامج التوجيه والإرشاد وقياس الميول المهني مروراً ببرامج التدريب والتدريب على رأس العمل، وانتهاء بقنوات التوظيف، حيث يبدأ رحلة خاصة بالبحث عن فرص عمل ملائمة وجلسات التوجيه المتزامنة معها. ويعمل الصندوق كشريك مع الجهات ذات العلاقة بسوق العمل، وبالشراكة مع أصحاب العمل في جذب الفرص الوظيفية ومواءمتها مع الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة، مع تأكيد الصندوق على الالتزام بمبدأ العدل والمساواة بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة دون تمييز كما نصت عليه الأنظمة.