وسط تساؤلات عدة، تدور حول مدى إمكانية تنفيذ جنوب أفريقيا مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا ما قرر حضور قمة بريكس في جوهانسبرغ المقررة في أغسطس القادم، على خلفية مزاعم عن ارتكاب بوتين جرائم حرب، قال نائب رئيس جنوب أفريقيا، في تصريحات صحفية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد الحضور شخصياً للمشاركة في قمة بريكس في البلد الأفريقي، وإنه يحاول إقناعه بالتغيّب لتجنب التداعيات القانونية والدبلوماسية بشأن مذكرة توقيفه الدولية. بدوره، أوضح المتحدث باسم نائب رئيس جنوب أفريقيا بول ماشاتيلي، أن الرئيس رامافوسا يتحدث مع الرئيس بوتين بشكل مباشر حول قضية المحكمة الجنائية الدولية، مضيفاً: «نريد أن نطلعه على التحديات التي نواجهها لأننا طرف في ميثاق روما (الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية)، وليس بوسعنا التخلي عن ذلك». من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن المناقشات حول صيغة مشاركة بوتين في قمة بريكس القادمة لا تزال مستمرة، مبيناً أن صيغة مشاركته لم تحدد بعد على نحو نهائي والمناقشات جارية وسيتم الإعلان عن القرار النهائي عقب اتخاذه. ويتوقع مراقبون، أن تنتهك سلطات جنوب أفريقيا المعاهدة وترفض اعتقال الرئيس الروسي بوتين، مؤكدين أن حضوره القمة سيؤدي إلى توتر بين جنوب أفريقيا والغرب. ونفى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أن تعقد القمة عبر الإنترنت، مؤكداً أنها ستكون وجهاً لوجه وسيشارك فيها جميع رؤساء الدول الخمس الأعضاء في المنظمة. وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، قالت، إنها تدرس الخيارات القانونية في مسألة مذكرة اعتقال بوتين الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، في ما يتعلق باتهامات بارتكابه جرائم حرب في حال حضوره قمة جوهانسبرغ المزمعة. وقالت باندور: «الجواب هو أن الرئيس (سيريل رامابوسا) سيوضح الموقف النهائي لجنوب أفريقيا. وواقع الحال أنه تم توجيه دعوة إلى جميع رؤساء دول بريكس». وتنفي موسكو مزاعم المحكمة الجنائية الدولية، أن بوتين ارتكب جريمة حرب بترحيل أطفال قسرياً من الأراضي الأوكرانية. وتستضيف جنوب أفريقيا قمة «بريكس» الخامسة عشرة في مركز ساندتون للمؤتمرات في جوهانسبرج، بين يومي 22 و24 أغسطس القادم، ويشارك فيها قادة جنوب أفريقيا والبرازيل والصين والهند وروسيا.