لليوم الرابع على التوالي، تعيش فرنسا أوضاعاً صعبة وخطيرة، إذ استمرت الاضطرابات وأعمال الشغب هزت المدن الكبرى، وأضحت الاعتقالات والانتشار الأمني الكثيف السمة السائدة في الشوارع، وسط تأكيدات حكومية بأن كل الخيارات مطروحة لاستعادة النظام. وفي حين توعد الرئيس الفرنسي ماكرون بمزيد من الحزم في مواجهة الاضطرابات، لافتاً إلى وجود جماعات متطرفة ومنظمة في صفوف المتظاهرين، دعت بريطانيا وتركيا رعاياها لتوخي الحذر. ودفعت أعمال العنف السلطات الفرنسية إلى نشر 45 ألف شرطي، اليوم (السبت)، وبعض المركبات في الشوارع بعد أن أضرم المحتجون على مقتل شاب من أصول جزائرية، النيران في المباني والسيارات مع نهب بعض المحلات، ما وضع الرئيس إيمانويل ماكرون في أكبر أزمة خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات «السترات الصفراء» 2018، وعمت الاضطرابات جميع أنحاء فرنسا خصوصاً في مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل وباريس. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم، ارتفاع العدد الإجمالي للمعتقلين إلى أكثر من 1100. ووجه رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة، قال فيها: الساعات القادمة ستكون حاسمة، وأنا أعلم أنه يمكنني الاعتماد على جهودكم المضنية، في محاولة لوضع نهاية للاضطرابات. وحول إذا كان بإمكان الحكومة إعلان حالة الطوارئ، قال دارمانان: بكل بساطة، نحن لا نستبعد أي فرضية وسنرى بعد هذه الليلة ما سيختاره رئيس الجمهورية. ولفت إلى أن أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح منذ اندلاع الاضطرابات. وشملت اعتقالات (الجمعة) 80 شخصاً في مرسيليا الجنوبية ثاني كبرى المدن الفرنسية. واتهمت الشرطة مثيري الشعب في مرسيليا بنهب متجر للأسلحة النارية وسرقة بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة. ودعا رئيس بلدية مارسيليا بينوا بايان الحكومة الوطنية إلى إرسال قوات إضافية على الفور، مؤكداً أن مشاهد النهب والعنف غير مقبولة. وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة (السبت)، فيما حلقت طائرة هليكوتبر تابعة للشرطة في سماء المنطقة. وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر لقمع الاضطرابات.. وأخلت الشرطة في باريس ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة من المحتجين بعد أن بدأت فيها مظاهرة دون تخطيط مسبق. ونهب اللصوص عشرات المتاجر وأضرموا النار في نحو 2000 سيارة منذ بدء أعمال الشغب. وألغت السلطات بعض الفعاليات؛ بينها حفلتان موسيقيتان في ملعب فرنسا بضواحي العاصمة. وقال منظمو سباق (تور دو فرانس) إنهم مستعدون للتعامل مع أي موقف عندما يدخل المتسابقون البلاد (الإثنين) بعد انطلاق السباق في مدينة بلباو الإسبانية.