هل مانشستر سيتي الإمبراطور الجديد لكرة القدم الإنجليزية؟ هل هو «البُعبع» لمن هو كبير وصغير في الدوري الذي يُعتبر لدى الكثيرين المقياس الحقيقي لنجاح أي نادٍ أو مدرب أو لاعبي كرة قدم؟ الكثير من التساؤلات، والكثير من الاختلافات في الرأي، ولكن عندما يكون مُجرد نادٍ يُشارك حاله من حال الأندية المتوسطة والصغيرة في الدوري ويكون معروفاً فقط لأنه جار نادي مانشستر يونايتد، ويقوم بكل هذه النجاحات طوال السنوات الماضية فيجب علينا أن نقف كثيراً ونصفق كذلك كثيراً. مشروع بدأ في 1 سبتمبر 2008 عندما جاءت مجموعة أبوظبيالمتحدة للاستثمار والتطوير بشراء النادي مقابل 200 مليون باوند، نادٍ لا يمتلك الإرث والتاريخ.. أو في الحقيقة نادٍ لديه بطولتا دوري موسمي 1937 و1968 وكأس الكؤوس الأوروبية في عام 1970. مشاريع عدة، ولاعبون كُثر.. ما بين النجاح والفشل، ما بين إعادة بناء وتشكيل النادي من حيث البنية التحتية وتطوير الجانب الرياضية والإعلامية والتسويقية، مروراً بالتعاقد مع أبرز اللاعبين وكذلك أبرز المدربين من روبيرتو مانشيني مروراً إلى مانويل بيليغريني نهايةً مع غوارديولا اليوم. القصة بدأت في 2011 من خلال تحقيق كأس إنجلترا ضد ستوك سيتي بهدف نظيف سجله يايا توريه بقيادة المدرب مانشيني وكذلك بطولة الدوري المثيرة التي جاءت في الثانية الأخيرة ضد كوينز بارك رينجرز في 2012 بهدف الكون أغويرو الشهير. الرحلة لم تتوقف عند مانشيني، ولكنها تحولت بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني الذي حقق ثلاث بطولات؛ الدوري مرةً واحدة 2014 وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين موسمي 2014 و2016. المرحلة الأولى للتطوير انتهت، ولكن لبداية مرحلة أقوى مع مدرب مُتمرس، عبقري ويمتلك كل القدرات لصناعة فريق لا يُمكن إيقافه بسهولة، وعلى الرغم من الكثير من الانتقادات بسبب صرف الكثير من الأموال وخصوصاً على مستوى الخط الدفاعي، لكننا جميعنا نعلم أن غوارديولا لم يأتِ حتى يمر مرور الكرام. بيب جاء إلى السيتي لاستكمال المشروع الكبير جداً من الأسفل إلى القمة، بجميع المراحل السنية للفريق.. بزرع العقلية والشخصية لنادٍ مثل مانشستر سيتي. بيب قام بتسلم زمام الأمور في 2016 وكان يعلم أن لديه الكثير من المسؤوليات والكثير من المتربصين على عمله، وعلى كم يُسمح له بصرف الأموال، وعلى الكثير من التفاصيل. ولكن المدرب الإسباني الكاتالوني كان يعلم جيداً أنه يحظى بثقة الملّاك حتى ولو خرج كثيراً من بطولة دوري أبطال أوروبا من أندية مثل موناكو، توتنهام هوتسبر وأولمبيك ليون وغيرهم من الأندية. هذه الخسائر مقارنةً بحجم المصروفات السنوية لها الكثير من التساؤلات، ولكن من جانب آخر بيب غوارديولا حقق 12 بطولة محلية منذ وصوله في 2016، هل هو إنجاز كبير؟ بالنسبة له نعم، وكذلك بالنسبة لنادٍ مثل مانشستر سيتي الذي لا يمتلك أساساً هذا الحجم من البطولات. اليوم عندما نتحدث عن مانشستر سيتي، نحن نتحدث عن بطل الدوري الإنجليزي، النادي الذي سيلعب نهائي دوري أبطال أوروبا ضد الإنتر في 10 يونيو (للمرة الثانية في تاريخه)، وكذلك النادي الذي سيلعب نهائي كأس إنجلترا ضد مانشستر يونايتد في 3 يونيو. مانشستر سيتي منذ عام 2008 استطاع تحقيق 18 بطولة، مشروع مثالي وناجح لا ينقصه سوى تحقيق دوري أبطال أوروبا. النادي الذي وصل إلى عتبة أكثر من 10 بطولات دوري، حيث وصل اليوم إلى الدوري رقم تسعة وأصبح قريباً من الدخول إلى قائمة عمالقة الدوري (مانشستر يونايتد 20 مرة، ليفربول 19 مرة، والأرسنال 13 مرة)، متجاوزاً العديد من الأندية مثل إيفرتون تسع مرات، تشيلسي ست مرات. النموذج الأفضل في السنوات الأخيرة إدارياً، تسويقياً وكذلك فنياً وخصوصاً مع بيب غوارديولا دون نسيان البداية مع مانشيني وبيليغريني، الكثير من الدروس والمعايير الحقيقية لمعاني النجاح في كرة القدم يجب دراستها وتعلمها مع مانشستر سيتي.