تابع السعوديون بسعادة وإعجاب على امتداد الوطن إقلاع أبطالنا الطيار علي القرني والطبيبة ريانة برناوي، ووصولهما لمحطة الفضاء الدولية بنجاح، في مهمة علمية لخدمة البشرية.. إنه طموح أجيال المستقبل وإلهامهم، وفخر لا محدود للسعوديين، واعتزاز لا نظير له.. فهذه الرحلة الفضائية التي انطلقت من محطة الفضاء الدولية بولاية فلوريداالأمريكية؛ إنما هي رحلة لتطوير ما ينفع الناس ويمكث في الأرض. حين أعلنت شركة أكسيوم سبيس الأمريكية انطلاق رحلتها الفضائية على متن الصاروخ فالكون من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا)، وعلى متنها رائدا فضاء سعوديان (علي القرني، ريانة برناوي)؛ أصبح «علي» ثاني رائد فضاء سعودي بعد الأمير سلطان بن سلمان، و«ريانة» أول رائدة فضاء سعودية. وعندما قالت الهيئة السعودية للفضاء، إن الرحلة ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء «أسوشيتد برس»؛ فإنها تأتي ضمن برنامج سعودي لرواد الفضاء أطلق في سبتمبر 2022، يتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي الحالة التي يبدو فيها أن الأشخاص أو الأشياء عديمة الوزن في أماكن مثل المحطة الفضائية الدولية. ولذلك أشارت الهيئة إلى أن تلك الأبحاث ستسهم في توسعة نطاق الأبحاث الصحية، وحماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية، ينفذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة الفضائية الدولية، ويشارك رائدا الفضاء السعوديان في هذه المهمة في 20 تجربة لمجموعة من الدراسات الأولية التي تركز على تطوير التطبيقات العلاجية المستقبلية لمرض السرطان، إلى جانب دراسة الخلل المناعي في نماذج عضوية مصغرة لبعض الأورام. •• إنجاز سعودي يسجل إلى «رؤية 2030»، يجدد عهدنا نحن السعوديين مع الرحلات الفضائية، ويعيد لنا التاريخ إلى ما قبل 38 عاماً، ليذكرنا برحلة أول رائد فضاء سعودي إلى الفضاء الأمير سلطان بن سلمان. •• إنجاز سعودي حضرت فيه المرأة السعودية بكل إبداع وشجاعة وجدارة واقتدار؛ لتثبت تميزها في مختلف المجالات إلى جانب أخيها الرجل. •• إنجاز سعودي يضاف إلى ما سبقه من طموحاتنا الوثَّابة في مختلف المجالات. •• إنجاز سعودي نقل المملكة في زمن الرؤية الطموحة. •• إنجاز سعودي يعكس تطورنا المستمر المتواصل، المخُتلف عما كان عليه قبل سنوات قليلة. •• إنجاز سعودي يؤكد التغييرات السعودية الشاملة التي تسير إلى الأجمل والأفضل. •• إنجاز سعودي يذكرنا بقول أبي الطيب المتنبي: إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ. إنها الإنجازات السعودية المتواترة لتحقيق «جودة الحياة»؛ تقدماً وتطوراً، جودة يلمسها كل مواطن ومقيم على ثرى وطن غالٍ، بتوجيهات ومتابعة من قيادتنا الرشيدة. أخيراً.. التهنئة بهذه الإنجازات السعودية المتوالية لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، ولكل أبناء المملكة ومسؤوليها. إنه الترابط والتكاتف بين القيادة والشعب، اللذين بهما تحققت تلك الإنجازات السعودية العظيمة.