عدم حصول الإنسان على قسط كافٍ من النوم بصورة يومية، له مضاعفات تنعكس سلباً على جودة العمل، والدراسة، وأداء الوظائف المعرفية الأخرى. لذا؛ فإن نقص العدد المطلوب يومياً من ساعات النوم، يسبب ضعف الذاكرة، وقلة التركيز، وضبابية التفكير، والنعاس المُفرط أثناء ساعات النهار، مما يضعف إنتاجية الفرد وتدهور أدائه المهني، وهذا ينعكس سلباً على مقدّرات المجتمع ومستوى اقتصاده. فالنوم لأقل من سبع ساعات في الليلة عند البالغين بصورة مزمنة يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والسكتة الدماغية، واضطراب التمثيل الغذائي، وزيادة الوزن. ويرتبط الحرمان من النوم - أيضاً - بانخفاض فعالية الجهاز المناعي، وتعرض المصاب به للأمراض الفايروسية أو البكتيرية المعدية. وعجز النوم هو الفرق بين مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص والمقدار الذي يحصل عليه بالفعل، فعلى سبيل المثال: إذا كان جسم الفرد يحتاج إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة ولكنه يحصل على ست ساعات فقط، فسيكون لديه عجز في النوم بمقدار ساعتين كل ليلة، ونظراً لتراكم مقدار العوَز للنوم بشكل مضطرد، فإن العجز في نهاية الأسبوع سيكون (14 ساعة) وهكذا، أما إذا كان مقدار النوم المفقود ليوم أو يومين حين يكون الإنسان مضطراً لحرمان نفسه من النوم الكافي، كأن يضطر للسهر لتجهيز محاضرة أو الدراسة لامتحان. ويمكن أن يعوِّض النوم المفقود بالخطوات التالية: أولاً: أخذ قيلولة قصيرة (10 إلى 30 دقيقة) للمساعدة على الشعور بالانتعاش خلال النهار، فقيلولة منتصف الظهيرة يمكن أن تحسِّن الذاكرة والقدرة على التعلم والتركيز لبضع ساعات. ثانياً: النوم المطول في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض نقص النوم المفقود. الخطوتان السابقتان ربما تعوضان شيئاً من النوم المفقود، والتخلص من التعب والنعاس أثناء النهار، إلا أن ذلك قد لا يكفي للتشافي التام من عجز النوم. ويجب التنبيه، أن هذه القيلولة أو النوم الممتد في عطلة نهاية الأسبوع ربما تُشعر المرء أنه قد عوض النوم المفقود مما يؤدي إلى التمادي والاستمرار في السهر والحرمان من النوم؛ وهذا خطأ بالطبع، فبعض الناس يعانون من حرمان جزئي مزمن في النوم بصورة يومية، نتيجة اتباعهم نمط حياة ونوم واستيقاظ غير صحي، يتضمن الإفراط في السهر بصورة يومية، وهو من السلوكيات الخاطئة المنتشرة في كثير من المجتمعات الحديثة.