دعا استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور أيمن بدر كريّم إلى ضرورة الترشيد في استخدام التقنيات لضبط إيقاع الساعة البيولوجية خلال فترة العزل المنزلي. وقال في حوار ل “المواطن” إن إدمان ألعاب الفيديو من قبل الأطفال أدى إلى إصابة الكثير منهم بما يُسمى بالحرمان المزمن من النوم، وهو ما يترتب عليه مشاكل صحية عديدة. وفيما يلي نص اللقاء: * بداية .. ما هو “النوم الصحي”؟ ** النوم الصحي هو حصول الجسم على كفايته من النوم الصحيح، بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية مثل الضجيج، إذ يحتاج الإنسان إلى ساعات كافية من النوم حتى يرتاح جسمه ودماغه وأعصابه، وحتى يستيقظ بحيوية وانتعاش، وتختلف ساعات النوم حسب الفئه العمرية، حيث إن حاجة الجِسم للنوم تختلف من فئة عمرية لأخرى، وأحيانًا تختلف من شخص لآخر من نفس المرحلة العمرية. ساعات النوم الصحي * أشرتم إلى عدد ساعات النوم، فهل هناك ساعات محددة للنوم الصحي؟ ** يحتاج المواليد حديثو الولادة إلى 18 ساعة نوم في اليوم في الشهر الأول، و 16 ساعة بعد الشهر الأول ثم 13 ساعة بعد السنة الأولى، وفي عمر خمس سنوات يقل عدد ساعات النوم الصحي للطفل بحيث يصبح 11 ساعة يوميًا، وعند بلوغ الإنسان مرحلة المراهقة تصبح حاجته للنوم 9 ساعات في اليوم، أما ساعات النوم عند البالغين فهي من 7 – 8 ساعات في اليوم، وقد تختلف ساعات النوم عند البالغين وفقًا لبعض العوامل الصحية والبيئية والاجتماعية. العزل والساعة البيولوجية * نقضي هذه الأيام فترة العزل المنزلي، وهذا ما ترتب عليه حدوث إرباك في آلية النوم والساعة البيولوجية، كيف يمكننا ضبط إيقاع هذه الساعة؟ ** لا يوجد علاج سحري لاضطرابات الساعة البيولوجية بشكل عام، فالمسألة في الواقع هي سلوكيات اجتماعية وتصرفات شخصية فردية تستدعي الضبط والتعديل، وتكريس فكرة أن النوم من الأولويات الوظيفية السلوكية المهمة، ولمواجهة هذه المشكلة لا بد من مقاومة إغراءات الأنشطة الاجتماعية في أوقات متأخرة من الليل، تغيير ثقافة ارتباط الترفيه الاجتماعي بالتدخين والإفراط في السهر وتناول الكافيين، تجنب إثارة الذهن قبل النوم بساعتين على الأقل بتحجيم التعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل الضوضاء وشدة الأضواء، تناول الأطعمة المحفزة على الاسترخاء والنوم كالموز والحليب والكرز والشوفان والمكسرات والأجبان، مع عدم الإفراط في تناول الطعام مساءً، محاولة ضبط مواعيد النوم بالتدرج، كتقديمها بمقدار نصف ساعة يوميًا حتى تستقر خلال ساعات الليل عوضًا عن النهار، تجنب القيلولة الطويلة أثناء النهار حتى لا تتسبب في تأخير مرحلة النوم ليلًا، مزاولة تمارين الاسترخاء قبل النوم. الأطفال واضطرابات النوم * إذن كيف يمكننا التعامل مع اضطرابات النوم عند الأطفال في فترة العزل المنزلي؟ ** لا أخفي إن قلت إن أكبر إشكالية نواجهها هي الإنترنت الذي يعد أهم مسببات اضطرابات النوم عند الأطفال، إذ أصبح الإدمان على ألعاب الفيديو الإلكترونية ظاهرة ملموسة في كل البيوت، بجانب انتشار ثقافة السهر والحرمان المزمن من النوم واختلاف أوقات النوم ما يؤدي إلى اضطراب في نظام الساعة البيولوجية، والحل يكمن في نشر ثقافة النوم السليم التي تدعو إلى تجنب السهر وانتظام ساعات النوم والاستيقاظ، تكريس ثقافة ترشيد استعمال وسائل الاتصال الحديثة وألعاب الفيديو الإلكتروني. إشكاليات حرمان النوم * يقودني السؤال السابق إلى معرفة ما هي أبرز نتائج الإشكاليات الناتجة عن الحرمان المزمن من النوم؟ ** يجب أن يدرك أفراد المجتمع أهمية النوم الصحي وخصوصًا مع العزل المنزلي إذ أوضحت الدراسات أن الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى عدة مشاكل أهمها: تعكر المزاج، وقلة التركيز، وسوء الذاكرة، وأعراض الخمول وزيادة النعاس أثناء النهار، إذ كشفت دراسة أن نقص عدد ساعات النوم المطلوبة يعد من أكثر أنواع اضطرابات النوم انتشارًا حيث يعاني منه حوالي 37% من الناس (أقل من 7 ساعات في الليل)، كما أن من أنماط الحرمان المزمن من النوم المنتشرة هو النوم المقسوم (على فترتين ليلية ونهارية) وهو غير صحي بشكل عام، كما يرتبط الحرمان من عدد ساعات النوم المطلوبة على المدى الطويل بارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالسكري، وزيادة الوزن، وتأثر نظام المناعة سلبًا، وتكرر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا . حلول لمواجهة المشكلة * من وجهة نظركم .. ما هو الحل؟ ** الحل يكمن بشكل عام للكبار والصغار في التوعية بمضاعفات السهر، وفرط استخدام تقنية التواصل الاجتماعي، وضرورة تجنب التدخين، والتقليل من المنبهات كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة، وممارسة الرياضة في المنزل خلال هذه الفترة في العزل المنزلي خلال النهار، وإذا كان الفرد يشكو من اضطرابات النوم منذ فترة طويلة أي قبل (العزل المنزلي) فهنا من المهم زيارة طبيب اضطرابات النوم وخصوصًا لدى المعاناة من مشكلات في النوم كصعوبة الخلود للنوم، ورداءة طبيعة النوم، واضطرابات الأحلام أو الحركة خلال النوم، وفرط النعاس أثناء النهار دون سبب واضح، وطلب النصيحة والإرشادات المناسبة، قبل أي محاولات لاستخدام الأدوية المساعدة على النوم دون متابعة طبية، فبعض تلك العلاجات يتسبب في خطورة وتأخر التشخيص والعلاج المناسب لاضطرابات عضوية ونفسية وسلوكية معروفة طبيًا.
تابع جديد أخبار فيروس كورونا covid19 تابعنا على تواصل معنا على