النقد لا يُفهم «النقد» على أنه الانتقاد أو اختلاف في وجهات النظر، إنما هناك طريقان للنقد؛ «عشوائي» مبني على العواطف المختزلة، و«هادف» مبني على قواعد وأسس مدروسة ومحسوبة.. وثمة نظريات متبعة عند النقد الهادف؛ أبرزها: نظرية «النقد العلمي» التي تعد ظاهرة صحية محسوبة تهدف إلى التطوير وعدم الوقوع في الأخطاء السابقة، إذ لا يعتمد «النقد العلمي» على العشوائية إنما بتحليل كل أجزاء ما يراد انتقاده، وهذا يؤكد أن الناقد لا بد أن يكون في أعلى مستوى من التعليم والقدرات. في الأسبوع الأول من رمضان؛ شهدت «بينالي الفنون الإسلامية» بالمنطقة التاريخية في عروس البحر الأحمر «جُدَّة»، أول ملتقى للنقد السينمائي «الروحانية في السينما»، برعاية «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة، وسينتقل الملتقى في نسخته الأولى بين خمس مدن رئيسية (جدة، أبها، بريدة، الظهران، تبوك) على مدار العام، قبل أن يحط رحاله في «الرياض» التي ستشهد «مؤتمر النقد السينمائي». وبنجومية مبهرة وإثراء في العطاء من «هيئة الأفلام» التي أحدثت في وقت قياسي نقلة للسينما السعودية، بعد أن كانت أعمال المنتجين محدودة، جعلت من كان متردداً يُقدم على خطوة الإنتاج وصناعة الأفلام، وقد هدفت إلى إثراء تجربة صناعة السينما، ونقل الخبرات والتجارب العالمية. الملتقى الذي شكَّل منصة فنية أثرت مساحات الحوار بين النقَّاد وصناع الأفلام؛ رسَّخ مفهوم الاحترافية، وحفَّز الحراك النقدي في المشهد السينمائي السعودي، بنقاشات موضوعية تتعلق ب«الروحانيات» بصفتها إحدى لغات الفن المعاصر الأكثر تأثيراً، وأحد الأنشطة الفنية المرتبطة بثقافات الشعوب، بمشاركة نقَّاد سينمائيين وأكاديميين من داخل السعودية وخارجها. باختصار: صناعة السينما في المملكة عالمية، نقطة آخر السطر.