على وقع استمرار إطلاق النار في السودان، انهارت هدنة هشة أعلنتها قوات الدعم السريع من جانب واحد بعد قليل من سريانها، وقالت إن الجيش واصل إطلاق النار رغم الهدنة، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، مؤكدة أنها ستدافع عن كل المواقع التي تسيطر عليها. وأظهرت صور انسحاب قوات الدعم السريع من منطقة شمبات في الخرطوم، في وقت تجري عمليات عسكرية كبرى في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، وأن الجيش يستهدف عبر القصف الكثيف مراكز قوات الدعم السريع. الهدنة التي أعلنتها قوات الدعم السريع من جانبها دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم (الجمعة)، في وقت ارتفع دوي الاشتباكات في الخرطوم. وقالت مصادر في الجيش السوداني إن «الحديث عن هدنة لم يعد مطروحا» وإن مواقع قوات الدعم السريع في العاصمة أصبحت معدودة. واستمرت الانفجارات وتعالت أصوات القصف العنيف وتبادل إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صباح أول أيام عيد الفطر خصوصا في محيط القيادة العامة في العاصمة السودانية الخرطوم. وأعلن الجيش السوداني فجر الجمعة أن قواته تقصف بشكل مركز «القوات المتمردة» جنوبالخرطوم. فيما زعمت قيادة قوات الدعم السريع أن قوات الجيش تستهدف الأحياء السكنية في الخرطوم ب«هجوم كاسح». ميدانيا، قُتل أكثر من 330 شخصاً حتى الآن، ودخلت الحرب يومها السابع، وسط محاولات للتوصل لهدنة متماسكة على وقع دوي أسلحة ثقيلة شهدتها في الساعات الأخيرة في أنحاء متفرقة من الخرطوم. وتفجرت أزمة نزوح آلاف المدنيين الذين بدأوا يغادرون منازلهم بعضهم بالسيارات والبعض الآخر سيرًا على الأقدام يفرون بحثا عن أماكن أكثر أمنا. وعلى مسافة عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمرّ الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة بسياراتهم أو مشياً لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى 10 دولارات لليتر الواحد في أحد أفقر بلدان العالم. وتحدث شهود عيان عن وجود جثث ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة. وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم. وما زال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعا إلى منطقة حرب. وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع. ومع استمرار إغلاق المطارات، اعتبرت الأممالمتحدة أن خطة الإخلاء الفوري الجوي مستحيلة، ما دعا إلى إعادة النظر في إمكانية استخدام الطرق البرية.