أكدت وزارة الصحة ضرورة استكمال تحصين الجرعة التنشيطية للوقاية من فايروس كورونا، وأشارت إلى توفر الجرعة المحدثة من اللقاح لمن أمضى شهرين فأكثر من تلقي الجرعة السابقة، لافتة إلى أن الفئة المستهدفة هم كبار السن، وذوو الأمراض المناعية والأمراض المزمنة، والفئات ذات الخطورة العالية، إضافة إلى العاملين في بيئات العمل التي تزيد من فرصة الإصابة بالفايروس أو انتشاره، والأفراد الذين مضى على تلقيهم الجرعة السابقة شهرين فأكثر. وأوضحت الوزارة أن هذه الجرعة من اللقاح تحتوي على تحديثات مهمة ضد المتحورات الجديدة لفايروس كورونا، وتسهم في تعزيز مستوى استكمال تحصين الفرد ضدها، وكذلك تمنح الجرعة متلقيها حماية أفضل ضد المضاعفات الصحية الناجمة عن الإصابة بالفايروس. من جهتها، كشفت المختصة في الأوبئة الدكتورة خلود السلمان ل«عكاظ» أن فايروس كورونا لا يزال فاعلاً في جميع أنحاء العالم، ولا تزال الإصابات والوفيات مستمرة، وكلما استمر دوران الفايروس ازدادت احتمالات تغيره، وتنتج هذه التغيرات أحياناً عن فايروس متغير أكثر قدرة على التكيف مع البيئة من الفايروس الأصلي. وقالت: «رغم انخفاض الإصابات عالمياً إلا أن هذا لا يعني أن الفايروس بدأ يقل في الانتشار، فهنالك متحورات لا تزال تعاني منها عدد من الدول، وأشارت إلى أن الجرعة التنشيطية التي أعلنت عنها وزارة الصحة في غاية الأهمية خصوصاً لمن يعاني من أمراض مزمنة وكبار السن». من جانبها، نصحت طبيبة الطب الوقائي مريم المنصوري بضرورة المسارعة في أخذ الجرعة التنشيطية في الوقت الراهن، ومتابعة تحورات الفايروس بشكل مستمر، وأضافت أنه عند الحصول على الجرعة الأولى والثانية من اللقاح يتم استكمال التحصين ضد فايروس كورونا، وتستمر المناعة في مستويات عالية لمواجهة العدوى، وبعد مرور الوقت فإن مناعة بعض اللقاحات تبدأ في النزول عن المستوى المثالي لمقاومة تلقي العدوى، وحسب بعض الدراسات فإن المدة تكون 6 أشهر، لذلك فإن الجرعة المعززة أو المنشطة هي جرعة تمنع نزول المناعة إلى مستويات متدنية قد تكون ليست كافية لمواجهة الإصابة بعدوى الفايروس. وبيّنت المنصوري أن فوائد الجرعة التنشيطية تعزز المناعة ضد الفايروس ومتحوراته، وتقلل خطر الإصابة والتنويم في المستشفى والوفاة. الجرعة التنشيطية مهمة أشار استشاري الأمراض المعدية الدكتور علي الشهري ل«عكاظ» إلى أن جرعة اللقاح الثنائي لفايروس كورونا، التي بدأت منذ العام الماضي للكبار وتم فسح استخدامها أخيراً للأطفال، توفر حماية ضد فايروس كوفيد الأساسي وبعض متحوراته الأخيرة. أما عن وجود تحديث للقاحات واستمرار الشركات في التحديثات حسب الحاجة العالمية وما يحدث من تطورات للفايروس، فقال الشهري: «ما دام الفايروس موجوداً فسيستمر حصول موجات متكررة تختلف من وقت لآخر، وأتمنى أن لا تكون قاسية كالموجات السابقة، كما نرجو أن يستمر التراجع في ضراوة الفايروس مثلما نشاهد الآن وألا تستجد متحورات شديدة الضراوة». وأضافت استشارية الأمراض المعدية والطب الباطني الدكتورة أنوف الرحيلي: «التطعيم الذي يستعمل كجرعة معززة هو لقاح ثنائي التكافؤ ويحتوي على سلالتين؛ السلالة الأصلية وسلالة أوميكرون، ويعطي حماية أشمل من اللقاح أحادي التكافؤ». ونفت الرحيلي اختفاء كورونا، قائلة: «لا أعتقد شخصياً أنه سيختفي، الموجات تعتمد على تكوّن متحورات جديدة والتراخي في الاحترازات». وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تزايداً في عدد الحالات نتيجة ترك الكمامات وعدم التزام الناس بالفحص عند إصابتهم بأعراض حتى لا يضطروا إلى حجر أنفسهم. مرض عادي أما استشاري الباطنة والصدرية واضطرابات النوم الدكتور حمدان الجحدلي فأبدى اعتقاده ل«عكاظ» بأن كورونا أصبح مرضاً عادياً ولا توجد توصية بجرعة رابعة حتى الآن، لكن هذا لا يغني عن أخذ الاحتياطات اللازمة في المستشفيات والتجمعات، خصوصاً للعاملين في المجال الصحي الذين يعانون من أمراض مزمنة. وأيد الدكتور عمرو أبو الفتوح، طبيب أمراض صدرية، احتمالية حدوث موجة جديدة لأن الحالات تزيد كل عام في الفترة من أبريل لأغسطس حسب السنتين الماضيتين، مؤكداً أن الجرعة الموجودة حالياً محدثة ضد المتحور الجديد. من جهته، قال أستاذ التخدير والعناية المركزة المساعد الدكتور ناصر توفيق، أن آخر توصيات منظمة الصحة العالمية WHO تشير إلى أن التطعيمات ضد فيروس كورونا المستجد (COVID-19) هي الوسيلة الأكثر فعالية للحد من انتشار الفيروس وحماية الأفراد من الإصابة بالمرض، حتى أنها أوصت بتطعيم جميع الأشخاص بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، واهمية ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، حتى بعد تلقي التطعيم. مبيّناً عن وجود جرعات محدثة للقاحات كوفيد 19 تم تطويرها للحماية من السلالات المتحورة من فيروس كورونا المستجد. وعن احتمالية حدوث موجات أخرى من إصابات كورونا قال الدكتور توفيق: لا يمكنني التنبؤ بذلك بدقة، ولكن هناك دائماً احتمالية لحدوث موجات جديدة من الفيروس، ولتجنب الإصابة به والحد من انتشاره لا بد من اتباع وسائل الوقاية الصحية. أكدت الوكالة المساعدة للتواصل في وزارة الصحة ل«عكاظ» أن عدد الإصابات اليومية الجديدة التي يتم رصدها هذه الأيام يتراوح بين 200 إلى 300 إصابة، وهي في معظمها ذات أعراض خفيفة إلى متوسطة مع وجود بعض الحالات الشديدة التي تستدعي التنويم في المستشفيات، خصوصاً لمن لم يستكمل التحصين بالجرعة التنشيطية. يذكر أن المتحورات الفرعية من أوميكرون تعتبر هي السائدة الآن في المملكة وحول العالم، وهذه المتحورات أسرع في الانتقال بين البشر من المتحورات السابقة، وأعراضها عموماً أخف من سابقتها إلا أنها قادرة على إحداث المرض الشديد خصوصاً لمن لم يستكمل التحصينات من كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة تؤثر على المناعة.