تركت وفاة الأكاديمية الداعية الدكتورة فاطمة نصيف أثراً عميقاً في نفوس أسرتها ومحبيها وذويها، إذ لم تكن الراحلة مجرد أستاذة أكاديمية في الجامعة، بل ناشطة تدعو إلى نشر قيم التسامح والمحبة، وتسعى في أعمال الخير لتحقيق غايات ومقاصد سامية للمجتمع. والدكتورة نصيف شخصية سعودية بارزة في النشاط النسوي والدعوي، عبر أنشطة وملتقيات دعوية في البداية قبل أن تتصدر المشهد الدعوي النسوي في السعودية، فكان لها فضل كبير في تعليم النساء. أسست أول مدرسة للبنات في المملكة، وقضت نصف قرن في الدعوة وخدمة القرآن، والعمل الخيري، وأسهمت في الكثير من الإنجازات والأعمال التي حققت من خلالها شهرة كبيرة في أرجاء المملكة كافة والوطن العربي، وشغلت منصب رئيس اللجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي. اعتنت الراحلة بالدروس الدينية، وقدمت محاضرات علمية لنساء جدة، وأسست جمعية للقرآن الكريم، ونالت من منتدى إثنينية عبدالمقصود خوجة جائزة «ريادة العمل النسوي والثقافي والخيري في المملكة». وهي أول سعودية تحصل على جائزة الشباب من أجل خدمة العمل الإسلامي عام 2010، وتسلمتها في المنامة في حفل رعاه ملك البحرين. ونالت الدكتورة فاطمة جائزة الشخصية الأكثر تميزاً في العمل التطوعي، من كلية «دار الحكمة» في عام 1428ه في مدينة جدة. وحازت جائزة الدعوة والتعليم والشباب في نشاطها في العمل الدعوي في عام 1430ه. ولها دور في إنشاء قسم الدراسات الإسلامية وكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، التي عملت بها عضو هيئة تدريس 19 عاماً، إضافةً لمناقشتها وإشرافها على رسائل ماجستير وأطروحات الدكتوراه، وحكّمتْ عدداً من البحوث العلمية، وتركت أثرها وبصمتها في نفوس أجيال من الخريجات في مختلف التخصصات.