لم يكن محافظ فرسان حسن حسين الحازمي مجرد إداري تقليدي، بل عاشق معرفي، وفني، وله إحساس عالٍ، بحكم عشقه للأدب والشعر والثقافة، ما دفعه لتطويع كافة قدراته خدمةً لدينه ولوطنه، مبدياً تفاعلاً كريماً مع المواطنين والمقيمين، إضافةً لحرصه على فعل الخير. تجلّت مكانته برحيله عبر مخامرة الحُزن أفراد المجتمع، الذين يدينون له بفضل الإحسان؛ لبساطته، ولدماثة خلقه، وسعة صدره، وعنايته بعمله. تدرج ابن صبيا حسن الحازمي في العمل الوظيفي بالعمل بالشؤون الصحية، وانتقل بعدها للعمل بإمارة منطقة جازان، وتقلد عدداً من المناصب، منها أنه كان محافظاً لمحافظة صبيا، ومن ثم العيدابي، ثم محافظاً لمحافظة فرسان، وكان إضافة لكل موقع بانعكاس أدائه على زملائه، بحكم خبراته في مجال عمله، إذ تولى إدارة الشؤون الأمنية في إمارة جازان، وعُرف عنه الجديّة والإنجاز، ما أولاه ثقة أمير منطقة جازان، فأشرف على العديد من الملفات، ونال عليها شهادات إشادة وثناء من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر. ونجح، إبان فترة عمله محافظاً لفرسان، في تطوير مهرجان الحريد، بإضافته عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، ودعوة النخب من المناطق كافة، وأشرف على المهرجان إلى وقت انتقاله مجدداً لجازان، وكان بلمساته من أنجح المهرجانات. حاز الحازمي قلوب المواطنين في جزر فرسان، بحكم بساطته المعهودة، وعدم التكلف، وحرصه على الإصغاء لمراجعيه داخل مكتبه وخارجه، وترك في فضاءات المحافظات بصمة لا تُنسى، ومن أبرز ما عُرف عنه حينما يطرق بابه أحد من المواطنين ويبدأ بالسلام عليه ويبدأ الحديث يا سعادة المحافظ ولا يكاد يكمل المواطن حديثه إلا ويُبدي اعتراضه بقوله أنا لست سعادة ولا أستاذاً أنا منكم وفيكم واجبي يحتّم قبولي بمناداتي باسمي المجرد، فالمسؤول كلفني بخدمتكم، ولا يكاد يذكر أحد أنه أغلق باب مكتبه. ومن عاداته التنقل بين مكاتب زملائه، والاستماع لهم، ورفع معنوياتهم، ولعل أبرز ما غادر به وصفه بالمحافظ الإنسان الذي لم يتضرر منه أحد.