بينما تتضاءل آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد 4 أيام من الكارثة التي ضربت سورية وتركيا وأودت بحياة نحو 20 ألفا وخلّفت عشرات آلاف المصابين، وامتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين، وحولت المدن العامرة إلى مدن أشباح، لا يتوقف عدّاد الموت عن الدوران في سورية وتركيا منذ أن هز الزلزال المدمّر أرضهما وسط أجواء من البرد الشديد، لكن فرق الإغاثة تبذل جهودا جبارة، إذ يعمل عدد من المدنيين في مدينة جنديريس المنكوبة بأيديهم لإنقاذ المئات من الأشخاص الذين يصرخون من تحت الأنقاض لكن ضعف الإمكانات يحول دون إنقاذهم، لكن الأمل كبير بوصول طلائع الفرق الدولية خلال الساعات القادمة. وقال أحد المنقذين السوريين ل«عكاظ»: "الطفل والشيخ والنساء يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت أسقف المباني ونحاول جاهدين مساعدتهم لكن الحقيقة أن الواقع مأساوي جداً"، مبيناً أن آذانهم هي الآليات الحديثة لسماع أصوات الضحايا تحت الأنقاض ومساعدتهم. وأضاف: «نترقب صوتا ينادي أو صراخ أحدهم حتى تهب فرق الإنقاذ للمساندة، لكن في معظم الأحيان نعجز لعدم وجود آليات متطورة أو حتى آليات رفع الأنقاض»، معرباً عن أمله في أن تصل الفرق الدولية خلال الساعات القادمة لكن الخشية أن يكون الوقت قد مضى ولم يسعفنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأشار العامل في مجال الإنقاذ: «المفقودون حتى الآن لم يتم إدراجهم على قائمة القتلى من هذا الزلزال، فالألم والمصاب أكبر من التوقعات»، لافتاً إلى أن جنديريس وحدها التي يعيش فيها أكثر من 1000 شخص أبيدت عن بكرة أبيها وأصبحت «أثرا بعد عين»!؟ ليس فقط في جنديريس وفي بسنينا أيضا لم يعد هناك أثر للبشر، وفي اللاذقية التي تتحفظ على قتلاها. وأشار إلى أن هناك مئات العائلات الآن تحت الأنقاض لكن ضعف الحال أيضا يحول دون إنقاذهم فيما يترقبون باللحظة صوت منقذهم. يموت السوريون تحت الأنقاض وفي كل شهقة أمل بالحياة مجددا، فالأنقاض باتت أقوى من كل الأقدار. رفض التسييس وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت أمس دخول أول قافلة مساعدات أممية إلى شمالي إدلب بعد 4 أيام على الكارثة، مؤكدة أنها مكونة من 6 شاحنات، تحمل مواد غذائية وتنظيف، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب المسؤول الإعلامي في المعبر مازن علوش، مبيناً أن القافلة كان متوقعا أن تصل قبل وقوع الكارثة. وعزا المبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون تأخرها إلى انتظار حصولهم على ضمانات تمكنهم من تمرير المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن الأممالمتحدة تبذل ما في وسعها لضمان عدم وجود عوائق في عمليات الإنقاذ، داعيا إلى عدم تسييس المساعدات. غير أن ناشطين سوريين انتقدوا تأخر قافلة الأممالمتحدة، مؤكدين أنها كانت متوقفة في مدينة الريحانية جنوبي تركيا قبل أيام من الزلزال وتحمل بعض المواد التنظيفية للمخيمات في إدلب شمال غرب سورية. غير أن المبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون أكد وصول أولى المساعدات اليوم عبر معبر باب الهوى إلى سورية، مبيناً أنهم حصلوا على ضمانات تمكنهم من تمرير المساعدات الإنسانية الأولى، لافتاً إلى أن الأممالمتحدة تبذل ما في وسعها لضمان عدم وجود عوائق في عمليات الإنقاذ، داعيا إلى عدم تسييس المساعدات. تسونامي لكن الطامة الكبرى التي لا تزال تشكل تخوفاً كبيراً في أوساط السوريين والأتراك تتمثل في صدور تحذيرات جديدة من تسونامي في البحر الأبيض المتوسط والهزات الارتدادية خصوصاً بعد إصدار تحذير مدير مرصد ومعهد كانديلي لأبحاث الزلازل في تركيا هالوك أوزنر الذي قال إن الهزات الارتدادية ستستمر لأشهر. وقال هالوك في تصريحات ل«شبكة سي إن إن» الأمريكية: من المتوقع أن تستمر الهزات الارتدادية لأشهر، وربما تصل لعام، وقد نواجه خطر أن يتسبب الزلزال في حدوث موجات تسونامي في منطقة البحر المتوسط، وأبلغنا 14 دولة بذلك.