ضرب زلزال عنيف بقوة 7,9 درجة تركيا وسورية، اليوم (الإثنين)، وخلف آلاف القتلى والجرحى، وشعر به سكان لبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وانهار عدد كبير من المباني وحصر العشرات تحت الأنقاض، وخرج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج. وأعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية، وساهم الجيش التركي في نقل الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة. وبحسب آخر حصيلة، تسبب الزلزال المدمر في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وُصف بأنه «أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل»، إلا أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع. وقال الرئيس التركي رجب أردوغان إن عدد القتلى وصل 912 شخصا، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5000 شخص. ووصف الزلزال، الذي كان مركزه في جنوب البلاد، بأنه أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ عام 1939، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الأناضول. وقدر نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي المنازل المنهارة بأكثر من 1700 منزل، مضيفاً أن أكثر الأحياء المتضررة كان حي كاهرمنمراس، إذ قُتل ما لا يقل عن 70 شخصاً. وأكد تواصل عمليات البحث والإنقاذ في مدن كبرى عدة، وأن السلطات تعمل على تأمين إمدادات الغاز للمنازل والمخابز. وأعلن إغلاق مطارات هطاي ومرعش وعنتاب، مضيفاً أن عدة دول عرضت إرسال مساعدات والأولوية للدعم الطبي. وأفادت المعلومات بأن الولايات التركية شهدت أكثر من 66 هزة ارتدادية عقب الزلزال، وقد تضررت أكثر من 10 ولايات في تركيا جراء الهزة الأرضية العنيفة. من جهته، قال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش بجنوبتركيا، بينما قال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إنه يجري تقييم احتمال حدوث موجات مد عملاقة «تسونامي». وقال مسؤولون أتراك إن العشرات لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلزال. وأعلن حاكم إقليم عثمانية التركي انهيار 34 مبنى، فيما قال مسؤول أمني إن 17 مبنى انهار في إقليم ديار بكر بجنوب شرق البلاد بعد الزلزال ووجود ناس تحت الأنقاض. وكشف شهود عيان أن الزلزال استمر نحو دقيقة وحطم النوافذ وتسبب بأضرار مادية. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مباني مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد. وفي سورية، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن عددا كبيرا من المباني انهار في حلب، فيما قال مصدر حكومي في حماة إن عدة مبان انهارت هناك. وقال شهود إن الناس في دمشق وبيروت وطرابلس خرجوا إلى الشارع سيرا على الأقدام واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن مبانيهم في حالة الانهيار. وأعلنت وكالة الأنباء السورية وفاة 326 شخصا وإصابة أكثر من 1042 آخرين في البلاد، بمناطق سيطرة المعارضة السورية، جراء الزلزال القوي الذي مركزه جنوبتركيا، فيما أكد الدفاع المدني السوري أن عشرات الضحايا والأشخاص عالقون تحت الأنقاض في شمال غرب البلاد نتيجة انهيار مبان. وتحدث المرصد السوري أن نحو 2000 مفقود ومصاب في المناطق المتضررة شمال غرب سورية. وفي أواخر نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6,1 درجة شمال غرب تركيا موقعا نحو 50 جريحا ومتسببا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية. وفي يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6,7 درجة منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وفي أكتوبر من نفس العام، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.