«في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم»، قالها جبران خليل جبران.. نعم هي الحياة يبحث الإنسان فيها عن بصيص أمل للعيش.. ولكن كيف نجد الأمل بعد اليأس والضجر وفقدان الشغف والطمأنينة؟ لا نريد المزيد من أجل الحصول أو البحث عنه! إنه موجود فينا! ولكن أين؟.. هناك خلف نوافذ المستشفيات، والمدارس، وداخل مخيمات لاجئي الحروب، وفي سكك القطار، وعند باب الطائرة. مع بزوغ أشعة الشمس كل يوم يتولد أمل جديد للحياة، لا يقنط الفلاحون لعل المطر قادم! وستمطر في يوم ما.. لا ييأس الطلاب من الدراسة لعلمهم أن ما وراء الجد والاجتهاد الممزوجة بالأمل هو النجاح.. لا يتخلل اليأس لقلب المريض لأنه يعلم أن هناك رباً رحيماً يعتني بنا.. هناك أمل أكبر من كل أذى ومرض وخسارة، فبالصبر ننال المطالب، وبالدعاء نبلغ كل الغايات، وقل ربي أنت وكيلي وملاذي وخير معين. يقول الشاعر: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».. نعم حتى لا تضيق الحياة في وجوهنا ونعيش بنكد وغم وهم ينقلب علينا فنعيش بتعاسة. علينا أن نشعل شموع الأمل في دواخلنا ونبني طموحات في اتجاهات حياتنا التي نختارها للأفضل وبكل عقلانية.. علينا أن لا نيأس وأن لا نجعل لليأس مكاناً في عقولنا أو قلوبنا.. علينا أن نفهم معنى الحياة وأنها لا تخلو من المطبات وممكن أن نمر بصدمات في أي لحظة قد تهز كياننا.. علينا أن لا نفقد الثقة بأنفسنا وأن لا نرسم في عقولنا مخاوف كبيرة، وأن لا نزرع في أنفسنا أفكاراً سلبية وأن لا نحبط من معنوياتنا. علينا أن لا نفقد الأمل، بل أن نستشعر روعة الحياة، وأن نبني من التفاؤل أملاً يجعلنا نتمسك بالحياة حتى لا نفقدها فلتكن ثقتنا بالله، ولنحسن الظن به، وأن مع العسر يسراً، وأن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. يريد الله أن يملأ النفس المؤمنة برحمته؛ لتواجه مصاعب الحياة وفى قلبها شعلة إيمان لا تنطفئ، هذه الشعلة هي أمل متصل بالله سبحانه وتعالى.. أمل لا ينطفئ أبداً.