«مطوع بريدة» هو مسن اشتهر على منصة تيك توك، في الفترة الأخيرة، وقد عرف بهذا الاسم تندراً لأن أفعاله تخالف مظهره، والرجل كبير في السن ويفترض فيه الوقار، إلا أن ما يقوم به من بث مباشر مع نساء صغيرات مخجل فعلاً، فهو يتكلم بعبارات فيها تلميحات غير لائقة ولا مقبولة، وتنطوي على تحرش لفظي وإيحاءات خادشة للحياء، وهذه المسألة محكومة في المملكة بنظامَي مكافحة الجرائم المعلوماتية ومكافحة التحرش، والعقوبة فيها قد تصل إلى السجن لمدة خمسة أعوام، وغرامة قدرها ثمانمائة ألف دولار، أو بالاثنين معاً، والعجيب أنه يدافع عن تصرفاته المتجاوزة، ويعتبر أن منتقديه ليسوا إلا حسّاداً يتمنون مكانه، ربما لرفع المشاهدات وزيادة المكاسب المالية. ما قيل عن مطوع بريدة ينطبق على غيره في المنطقة العربية وخارجها، وتحديداً من يستخدمون خدمة البث المباشر على السوشيال ميديا، وأغلب هؤلاء يتسولون المشاهدات والتفضيلات والدعم من المتابعين، والتي تتحول إلى أموال حقيقية، ما يدخلها في مخالفات نظام مكافحة التسول السعودي، لأنها تمثل تسولاً إلكترونياً، بخلاف أن بعض منصات البث المباشر، بحسب المختصين، يدفعون مبلغاً شهرياً يتجاوز الألف دولار إلى القصّر السعوديين من الجنسين، مقابل ظهورهم في بث مباشر بعد الثانية عشرة من منتصف الليل، ومن المؤكد وجود بالغين بين متابعيهم، ولا يستبعد أنهم من مرضى البيدوفيليا، ونشرت مجلة فوربس في أبريل 2022، بأن البث المباشر يشجع القاصرات على الممارسات الجنسية مدفوعة القيمة باستخدام الجوائز. «تيك توك» لا تقيد المحتوى على متابعي الشخص وحدهم، وكلما حصل صاحب البث على معدلات مشاهدة وتفضيلات وجوائز أكثر، فإنه يصنف كصانع محتوى عالي القيمة، بصرف النظر عن تفاصيل المحتوى الذي يقدمه، وما إذا كان جيداً أو رديئاً، ومن الشواهد مطوع بريدة، وهذا النوع من المواد يتم العمل على توسيع محيط انتشاره، وإظهاره في توصيات نتائج البحث، والسابق موجود في إنستغرام وفيسبوك. أعداد من يستخدمون المنصات الاجتماعية حول العالم تتجاوز ثلاثة مليارات شخص، وغالبيتهم تتراوح أعمارهم ما بين 16 و24 عاماً، وهم يتشاركون، عن طريق البث المباشر، أمورهم الحميمة مع الآخرين، بما فيها توثيق لحوادث العنف الأسري والانتحار والأسرار الخاصة والشخصية، رغم وجود وسائل أنسب، وكأن الشهرة أصبحت هاجساً حتى في الموت والحالات المأساوية. لإقبال على محتوى السوشيال ميديا تحرّكه نظرية الجموع أو المصادقة الاجتماعية، فالشخص يفضل المحال المزدحمة على الفارغة وإن كانت الثانية أفضل، ويميل إلى الغالي أكثر من الرخيص ولو توفرت الجودة في الأخير، وبعض منصات السوشيال ميديا تستثمر في ذلك، وتوظف حسابات وهمية لخدمتها وإيهام الناس بقيمة المحتوى العالية، وبالأخص في الانتخابات النيابية والرئاسية الغربية، وبما يؤثر في القضايا والأشخاص، ويعزز شعبية طرف على حساب آخر.