فيما لا تزال المظاهرات على زخمها في عدد من المدن الإيرانية خصوصاً في طهران وكرج ورشت ومشهد، أحرق محتجون مقراً لقوات «الباسيج» وصورة لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مدينة قم. وأغلق المتظاهرون الشوارع في هذه المدن واستمروا في ترديد الشعارات المناهضة للنظام ومرشده الأعلى، حتى الساعات الأولى من فجر اليوم (الثلاثاء). وانطلقت تظاهرات ليلية في عدد من المدن الإيرانية مرددة شعارات مناهضة للنظام. وشملت المظاهرات المناطق المركزية في العاصمة الإيرانية، بما في ذلك ساحة الثورة (ميدان انقلاب) وجمال زاده ومترو شريعتي وأحياء آرياشهر وإكباتان وحي النفط (شهرك نفت) وتشيتغر في غرب العاصمة، وأحياء غُلشَهر وجوهردشت وغُلسار في مدينة كرج عاصمة محافظة ألبرز غرب طهران وشارع المعلم في مدينة رشت عاصمة محافظة جيلان شمالي إيران وبعض الأحياء في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، إضافة إلى مدن أخرى. وكانت مناطق مختلفة من طهران شهدت، أمس (الاثنين)، طريقة جديدة للاحتجاجات، إذ ردد المواطنون هتافات من الشرفات والنوافذ ضد النظام الإيراني، إذ تعالت الأصوات بشعارات «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي»، و«الموت للحرس الثوري» و«الموت للباسيج» و«داعشنا هو الباسيج والحرس الثوري الإيراني». وشملت الاحتجاجات أحياء ستار خان وشهرك نفط وشاهين الجنوبية وشهران وسلسبيل وسعادت آباد ودربند. بالتزامن مع ذلك، شهدت أحياء في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة إيرانية، احتجاجات متفرقة، وردد المحتجون هتافات ليلية، وكتبوا شعارات ضد النظام على حافلات المدينة. ومن مشهد إلى كرمانشاه في غرب إيران، حيث شهدت المدينة الكردية الأكبر في إيران تجمعات احتجاجية متفرقة في مختلف أحيائها. ولم تتوقف الاحتجاجات في إيران منذ انطلاقها في 16 سبتمبر الماضي تحت شعار «امرأة، حياة، حرية»، بعد مقتل مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق. ووصلت شرارة الاحتجاجات إلى 161 مدينة إيرانية على الأقل، وقتل ما لا يقل عن 460 متظاهراً بينهم عشرات الأطفال والنساء. واعتقلت السلطات نحو 20 ألف شخص، وحكمت بالإعدام بتهمة «الحرابة» على 41 محتجاً نفذت الحكم في اثنين منهم، مما أثار غضباً أممياً ودولياً. ولجأت السلطات الإيرانية إلى شتى أنواع القمع لإخماد الاحتجاجات على مستوى البلاد.