منذ أول زيارة قمت بها لمملكة البحرين الجارة الشقيقة بنهاية السّتينيات بداية السبعينيات الميلادية في عهد أميرها -حينذاك- الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة -رحمه الله وغفر له- وتوالت بعد ذلك في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله وأمدّ في عُمره- وولي عهده الأمين.. وأنا أعتّز بوفائي الدائم والمستمر الذي لم ولن ينقطع لما لهذا البلد ولقادته وشعبه من محبّة وتقدير وما يتمتّع ويُجْمع عليه الجميع من محبّة لنا وطيبة وروح خلّاقة وحسن تعامل وترحاب لكلّ من وطأت قدماه أرض مملكة البحرين زيارة لها كان أو عملاً فإن التّرحيب به عنوان الأصالة والصفة الفريدة التي عرفت.. بهما أهْلنا في هذا البلد الشقيق.. وعلاقات بلدينا وكما نعرفها جميعاً واضحة وجليّة أمام العيان بأنها من فضل الله.. علاقات أخويّة أزلية تاريخية وتتّسم العلاقات بين المملكتين باستمرارية الودّ والمحبة والتّواصل.. بين قيادتي وشعبي البلدين وتشهد تطوراً حثيثاً على كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا، وروابط الأخوة، ووشائج القربى والمصاهرة والنسب.. ووحدة المصير.. ويجمعنا الجوار الجغرافي وعضوية مجلس التعاون الخليجي.. ولو عادت بنا الذاكرة للعلاقات بين البلدين فإنها تعود إلى الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م) ثم الدولة السعودية الثانية (1840- 1891م)، وصولاً لأول لقاء جمع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالشيخ عيسى بن علي آل خليفة.. كان فيها الملك المؤسس -رحمه الله- موضع حفاوة وتكريم من قبل الحكام والشعب البحريني.. وقد سعدت بالاطلاع على الصورة التاريخية التّذكارية لهما وهي تُزيّن مكتب سفير مملكة البحرينبالرياض الشيخ علي بن عبدالرحمن آل خليفة.. باختصار، ومجمل القول، فإن العلاقات والتّواصل بين القيادتين الرشيدة تشهد مستوى عالياً من التنسيق في المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.. ويتبنى البلدان رؤية موحدة من مختلف القضايا.. فضلاً عن تكامل جهود البلدين في تفعيل العمل الخليجي والعربي والدولي.. وخاصة في هذا الوقت الصّعب وما تشهده الأمّة من أحداث وأزمات متعدّدة شهدت خلالها العاصمة الرياض انعقاد قمم تاريخية ثلاث كانت مملكة البحرين السّبّاقة بقيادتها الحكيمة وكعادتها من أوائل حضورها مشاركة ودعماً ومساندة. واليوم ومملكة البحرين وشعبها الواقف بكلّ حزم وعزيمة وثبات مع قيادته.. تعيش فرحة عيدها الوطني الخمسين وذكرى تولّي جلالة الملك مقاليد الحكم.. فإنني باسم وطني وأهلي أرفع أسمى آيات التهاني والتّبريكات لمقام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.. ولأهلنا شعب البحرين الكريم المضياف، ولكلّ مقيم على أرضها الغالية.. داعين الله من قلوبنا بأن يحفظ لمملكة البحرين.. قيادتها الأمينة وأن يُديم عليها وشعبها.. الأمن والاستقرار أنه سميع مجيب الدّعاء. خاتمة: وأنا خابر البحرين توجد بها الثّنتين كبيرة.. مقام وشأن لو قالوا صغيرة..! ألا.. يا أهل البحرين لا ننقسم نصّين عسى كل بيت يزيد بالحبّ تعميره.