خميس المطر في جدة لم يحصر حكاياته، حتماً، في فيضان الأنفاق، وهمة رجال مركز الأزمات وانشغالهم مع «أزمات الجسور» ومع السيارات العالقة، ولا في «سهر الشوق في عيون الأرصاد الجميلة» إذ لم تَخِب تنبؤاتها في ليل الهطول! واحدة من تداعيات و«تجليات» مطر الخميس التقطتها عدسة «عكاظ» في شارع فرعي من «الطريق المنحدرة» في شارع فلسطين، كما يحلو لزعيم الخرائط المسموعة. المشهد كما ترى أشبه بلوحة سيريالية أبدعتها ريشة فنان، وهي في الواقع لوحة أخذتها «يد أمينة» لتضعها على حواف «حوش» مهجور فتسابقت إلى ذلك عشرات الأيدي الأمينة. في نهار المطر والسيل سقطت لوحات سيارات في غفلة أصحابها، فموج ذلك النهار أصدق أنباء من فارهات كوريا واليابان، فاستودع اللوحات الفقيدة «حوشاً» أو قل الجدار العازل بين الموج والعاصفة، ربما غفل عنه مالكه وتركه على حاله ليوم معلوم كمطر الخميس ليصبح معرضاً عفوياً للوحات المفقودة ومزاراً لشركاء الطريق ممن عبروا بمركباتهم إلى بر الأمان بلا لوحات! كثير من هؤلاء ممن عزموا على مراجعة أقسام الشرط وإدارات المرور للإبلاغ عن لوحاتهم التائهة سيجدون مفقوداتهم العزيزة هنا في قلب عدسة «عكاظ»، وفي ذاك المعرض العفوي. هي لوحة تغني أقسام المرور والشرط عن مشاق فتح المحاضر واستقبال بلاغات الفقدان.. اللوحات هاهنا في الجدار، ولسان حال من وجدوا ضالتهم: وما حب «الجدار» شغفن قلبي *** ولكن حب من سكن «الجدارا»!