إن التقدم والحضارة هما نتيجة جهود الإنسان التكافلية الحميدة، لا نتيجة ثرثرة رغباته النزوية. (التحضر) وصف تدّعيه شعوب فيما تسمى ب(الدول المتقدمة).. وما يروجونه عن حرية الرأي كما هي الحرية في كل شيء لديهم، حتى كنت أود أن أقول إنهم باتوا أقرب لحياة الغاب.. إلا أنهم أصبحوا أسوأ مما يعيش في الغاب. بل علينا أن نقدر ونحترم تلك الكائنات التي تعيش في الغابات.. فهي رغم أنها لم تُكرّم بعقلية الإنسان إلا أنها ترفض ما يخالف الفطرة التي خالفتها شعوب الدولة المتحضرة، كما يقال عنهم. سبق أن كتبت مقالاً في فبراير من هذا العام عن (المثليّة الرياضية) مفنداً فيها تعجبات عن من يدعم هذه التوجهات غير الأخلاقية ويروج لها بأكبر المحافل. مونديال قطر يتضح لنا أنه سيكون مونديالاً من فئة VVIP، وهذا ما سيضرب التصور العام لتلك (الدول المتقدمة)؛ إذ سيشاهدون أبناء الصحراء الذين يصورونهم في أفلامهم أنهم يحملون الماعز من خيمة لخيمة.. وسيجدون أنفسهم في ستاد الخيمة العالمي. وسيجدون حضارة صادمة وشعوباً خليجية عربية تعيش في أمنٍ ورفاهية ومناظر تسرّ الناظرين.. ما سيضع تلك الدول في موقف محرج أمام شعوبهم.. إذ تركوا للشعوب حرية الرأي ومضوا هم في أطماعهم المعتادة التي خلّفت لنا حربين عالميتين ويبحثون عن ثالثة. نحن كعرب سندعم مونديال قطر.. بل لتسمح لنا قطر ونقول مونديال العرب.. فتلك النظرة الدونية التي تظهر علانية في دولهم تجاهنا رافضين إقامة المونديال لن نرضاها من خلال شعارات علنية في ملاعبهم وشوارعهم. أمر لن نقول غريباً.. بل هو مقصود أن تظهر قبل عدة أيام من بداية المونديال شعارات تندد بإقامته.. كل هذا لأجل الترويج لمجتمع (العفن) فيما أسموه مجتمع الميم المثلي.. وبطريقة منظمة جداً بعد أن أعلن عدد من اللاعبين مثليتهم ليتفاجأوا بردة فعل عالمية صادمة ثم يدورون للوراء مدعين أنها مزحة.. هذا ما نسميه (إعلان عكسي) يحقق أهدافه. والكارثة في رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر الذي يحاول استمالة (جماعته) بعد فضائحه المعلنة.. ليتندر ويتنمر على مونديال قطر بوصفه أنه خطأ. سنعود لكم نهاية المونديال.. وشعوب العالم تصفق لقطر والخليج وشعوب الخليج الذين تفوقوا وتقدموا بحضارتهم وتقاليدهم وعاداتهم على من يدعون التحضر. فاصلة منقوطة؛ الثقافة هي (الخلق المستمر للذات)، أما الحضارة فهي (التغيير المستمر للعالم)، وهذا هو تضاد الإنسانية والشيئية. منتخب بلادي الأخضر.. هي أمنيات وحلم.. أن نقدم للعالم مستوى يقفون له احتراماً.. وما زالت ثقتنا في رينارد موجودة.. وبعد المونديال لكل حادث حديث.