من المكارم العظيمة والفضائل الجسيمة؛ البر والإحسان إلى كبار السن، ورعاية حقوقهم، والقيام بواجباتهم، وتعاهد مشكلاتهم، والسعي لإزالة المكدرات والهموم والأحزان المحيطة بحياتهم. تلك الأعمال من أعظم أسباب التيسير والبركة، وانصراف الفتن والمحن والبلايا عن العبد، وسبب للخيرات والبركات المتتاليات عليه في دنياه وعقباه، وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم). ومن هؤلاء الضعفاء في المجتمع الإنساني «المُسِنُّ» الذي يصاحبه ضعفٌ عام، فتظهر بعض التغيرات على جسمه يحتاج معها إلى الرعاية. ومن الفضائل لكبار السن؛ مشروع منتجع «إكرام» الوطني الذي أنشأته الجمعية الخيرية لإكرام المسنين بمنطقة الباحة، تحت رعاية أمير المنطقة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وافتتحه وكيله عبدالمنعم الشهري، إذ يعد أول مشروع وطني سعودي رائد لإيواء لمن لا عائل لهم من كبار السن ومن تعدى ال60 عاماً؛ رجالاً ونساء؛ ضيافة مؤقتة أو دائمة، ليعيشوا حياة كريمة هادئة هانئة. المشروع في مرحلته الأولى؛ يضم مبنى دار للضيافة ونادياً صحياً ومسجداً وحدائق وأماكن جلوس اجتماعية، بخدمات رعاية عالية الجودة، إلى جانب الرعاية الأولية المنزلية. المشروع يعد أحد معالم منطقة الباحة البارزة، ومن أبرز المشاريع الريادية السعودية من حيث الفكرة والتخصص والمحتوى والتصميم المنقطع النظير والتعمق في التفكير. أخيراً؛ وأقول لجميع من ساهم في هذا المشروع الرائد: جزاكم الله خيراً، وهذه ثمرة زرعتموها فتم حصادها اليوم، ونتمنى أن نرى مثله في كل مناطق المملكة.