الحلقة الثانية عشر: كأس العالم 1982م / إسبانيا البطل: إيطاليا – الوصيف: ألمانيا – الثالث: بولندا - الرابع: فرنسا الهداف: الإيطالي/ باولو روسي (6) أهداف كانت أول نسخة من المونديال تقام بحضور (24) منتخباً ولكن تم توزيع المنتخبات بطريقة غريبة في الدور الثاني، (6) مجموعات تأهل أول كل فريقين بمجمل (12) منتخبا وزعت في الدور الثاني على (4) مجموعات كل مجموعة ثلاثة منتخبات فقط يتأهل أول كل مجموعة للدور النصف نهائي فارتفع عدد المباريات إلى (52) مباراة و(41) حكما في أرقام قياسية !. رحبت إسبانيا بالبطولة من خلال (17) ملعباً توزعت على (14) مدينة ولازال رقم الملاعب والمدن الرقم القياسي حتى اللحظة في تاريخ كأس العالم مع استثناء مونديال 2002م والذي استضافته دولتان. زيادة عدد المنتخبات قدمت لنا منتخبي الكويتوالجزائر لأول مرة لكليهما – الكويت كانت أول عرب أسيا الذين شاركوا في المونديال تاريخياً وحمل لنا هذا المونديال أول مشاركة عربية مزدوجة. حضرت إيطاليا للمونديال بفضيحة «توتو نيرو» وانتشار الرشاوى والتلاعب في نتائج مباريات الدوري، وتم إيقاف النجم باولو روسي لمدة عامين قبل أن يعود هدافاً للمونديال في هذه النسخة!. افتتاح البطولة جمع بطل العالم السابق الأرجنتين مع وصيف أوروبا عام 1980م بلجيكا التي كسبت في النهاية بهدف يتيم، لتكون بذلك الأرجنتين أول منتخب حامل لقب يخسر في المباراة الافتتاحية لبطولات العالم!. المجر تكسر رقمها القياسي بنفسها مجدداً حينما كانت تحمل النتيجة الأعلى بفوزها على كوريا الجنوبية (9/0) ولكنها هنا في إسبانيا كسبت السلفادور (10/0) وظل هذا الرقم قياسياً حتى اللحظة، بل وحطمت المجر رقماً آخر كان لمصلحة يوغوسلافيا بتسجيل (6) أهداف في مباراة زائير وهنا سجلت المجر (7) أهداف في الشوط الثاني وظل هذا رقماً قياسياً أيضاً !. المباراة التاريخية القياسية حكمها الحكم العربي البحريني إبراهيم الدوي كأول ممثل لدولة البحرين في المونديال التي عجز منتخبها تاريخياً في الوصول لكأس العالم حتى الآن!. حضر مارادونا في مباراة المجر لإنقاذ منتخب بلاده بعد خيبة الأمل والعنف الذي واجهه أمام بلجيكا وتفوق مع بلاده على المجر برباعية سجل منها هدفين، وقاد هذا المواجهة حكم عربي آخر من الجزائر هذه المرة بلعيد لاكارن. إيطاليا عجزت عن الفوز في دور المجموعات فتعادلت مع بولندا سلبياً، ومع البيرو إيجابياً بهدف وأخيراً مع الكاميرون بمثلها، وتساوت إيطاليا مع الكاميرون في كل شيء النقاط فارق الأهداف وأنقذها تسجيلها هدفين في المجموعات مقابل هدف للكاميرون، وخرجت الكاميرون من المونديال دون خسارة وبمثل حالة أسكتلندا 1974م والبرازيل 1978م، في المقابل كانت إيطاليا أول منتخب يتأهل للدور الثاني دون تحقيق فوز !. ألمانيا الغربية بطلة أوروبا 1980م تواجه الجزائر المستجدة في النهائيات وبدوره مدرب ألمانيا يصرح «إذا خسرنا المباراة يجب رمي لاعبينا في البحر المتوسط» وهذا ما حصل بالفعل خسرت ألمانيا ولكنهم لم يرموا لاعبيهم في البحر !. كان درساً تأديبياً قدمته الجزائر بقيادة الثعلب رابح ماجر والموهوب الأخضر بلومي صاحبا الهدفين مقابل هدف ألماني سجله قائدها رومينيغيه، كانت المرة الأولى تاريخياً أن يخسر منتخب ألمانيا الغربية في أول مباراة له في المونديال !. حققت الجزائر فوزها الثاني في المونديال في المجموعة بعد فوزها على تشيلي (3/2) لكن هذه النتيجة لم تسعفها للأسف للتأهل للدور التالي، لتكون أول منتخب في نهائيات كأس العالم يحقق فوزين ويغادر !. اتفقت الجارتان ألمانيا الغربية والنمسا فيما سمي لاحقاً بمؤامرة خيخون واكتفى الألمان بهدف يؤهلهم ويؤهل النمسا معهم واستكمل اللقاء وكأنه حصة تدريبية بينهما، بينما قامت الجماهير بدورها بالتلويح بالأوراق النقدية، قدمت الجزائر اعتراضاً للفيفا لكن لم يجد أي ردة فعل ربما لأنها منتخب عربي!. سجلت مباراة إنجلترا وفرنسا أسرع هدف في المونديال حتى ذلك الوقت سجله برايان روبسون في غضون (27) ثانية فقط، وبدورها سجلت الكويت تعادلاً إيجابياً ثميناً ضد تشيكوسلوفاكيا بطلة أوروبا 1976م سجله فيصل الدخيل، وفي مباراتها الثانية الكويت ضد فرنسا حدثت حادثة تاريخية جداً حينما كان اللقاء على وشك النهاية وفرنسا تتفوق (3/1) سجلت فرنسا هدفاً رابعاً وقف معه لاعبو الكويت مثل الأشجار على اعتقاد أن الصافرة التي صدرت من المدرجات كانت من الحكم !. المثير كان بنزول الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس اتحاد القدم واللجنة الأولمبية الكويتية من المدرجات إلى الملعب بصحبة حرسه ليواجه الحكم السوفيتي ستوبار ووسط هذا المشهد العجيب ألغى الحكم ضعيف الشخصية الهدف ولكن فرنسا سجلت لاحقاً هدفاً رابعاً، ولم ينته الأمر بين الشيخ فهد والاتحاد الدولي وتطورت الحادثة وظهرت التصريحات وتم طرد الحكم من البطولة!. دور المجموعات الدور الثاني تأهلت بولندا على حساب الاتحاد السوفيتي وبلجيكا وتأهلت ألمانيا الغربية المشبوهة عبر إنجلترا والبلد المضيف وتأهلت إيطاليا عبر مجموعة النار على حساب الجارتين البرازيل والأرجنتين وتأهلت فرنسا وأكملت العقد لنصف النهائي. قبل النهائي تجاوزت إيطاليا بولندا بهدفي روسي وانتقلت مباراة ألمانيا الغربية وفرنسا للأشواط الإضافية بعد التعادل (1/1) ثم إلى ركلات الترجيح في أول مرة في تاريخ المونديال لتحديد المتأهل وتدخل هذه المباراة التاريخ والتي كسبتها ألمانيا الغربية لتضرب موعداً مع إيطاليا في النهائي. ملعب سنتياغو برنابيو الشهير ملعب ريال مدريد الإسباني شهد اللقاء النهائي لمونديال العالم والذي قاده لأول مرة حكم من خارج أوروبا وتحديداً من المكسيك، أهدر كابريني الإيطالي ركلة جزاء لإيطاليا في الشوط الأول، لكن هذا لم يفت من عضد الإيطاليين الذين كسبوا اللقاء لاحقاً بثلاثية تاريخية مقابل هدف شرفي يتيم لألمانيا الغربية، وصعد الحارس دينو زوف لاستلام الكأس من ملك إسبانيا خوان كارلوس. * مؤرخ رياضي