لم يستبعد الجيش الإسرائيلي دخول قواته البرية إلى قطاع غزة بعد أن اقتصرت عملياته على الغارات الجوية. وردا على سؤال حول إن كانت إسرائيل تعتزم شن عملية عسكرية برية في غزة، قال المتحدث باسم الجيش ران كوخاف اليوم (السبت): حشدنا الآلاف من جنود الاحتياط، نحن جاهزون إذا لزم الأمر، سواء على الأرض أو من الجو. ونفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على أهداف قال إنها تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، وأعلن أمس (الجمعة)، استدعاء 25 ألفا من قوات الاحتياط. وفي القاهرة، أكدت الخارجية المصرية إجراءها اتصالات مكثفة على مدار الساعة، بهدف احتواء الوضع في غزة، موضحة أن تحركاتها تستهدف العمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات. وحملت جامعة الدول العربية إسرائيل مسؤولية الهجوم على قطاع غزة وتداعياته، داعية مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لحماية الشعب الفلسطيني. ودوت صافرات الإنذار وسط إسرائيل، ما يعني اتساع نطاق الرد من غزة على عملية إسرائيلية تستهدف حركة «الجهاد الإسلامي»، وأنهت هدوءا دام أكثر من عام. وإضافة إلى التجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، دوت صافرات الإنذار في مدينة أسدود جنوبي إسرائيل، ومدينة موديعين وسط البلاد. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منظومة القبة الحديدية عملت على محاولة التصدي للقذائف. وأشارت إلى إصابة إسرائيليين اثنين بشظايا القذائف. وأكدت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة صباح اليوم، نتيجة شظايا قذيفة هاون في كيبوتس نيريم. وأضافت «هما في حالة وعي تام وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه نفذ هجوما على ثلاثة مواقع عسكرية تابعة ل«الجهاد الإسلامي»، صباح اليوم، بواسطة مروحيات قتالية. وفي تطور لافت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن فصائل فلسطينية شرعت باستخدام طائرات صغيرة دون طيار في هجماتها في غلاف غزة. ولليوم الثاني على التوالي استمرت الغارات الإسرائيلية الكثيفة، وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 12، بينهم طفلة (5 أعوام)، وسيدة (23 عاما)، وإصابة 84 مواطنا بجراح مختلفة. ويتوقف تصعيد المواجهة الحالية إلى حد كبير على موقف حركة حماس من الانخراط في القتال الدائر. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت مسلحين اثنين كانا يستعدان لإطلاق صواريخ، في غارة جديدة. واعتقلت قوات إسرائيلية 19 من نشطاء «الجهاد الإسلامي» في مداهمات ليلية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، واستهدفت مواقع تصنيع الصواريخ ومنصات إطلاقها في غزة. وقال الجيش إن نشطاء فلسطينيين أطلقوا ما لا يقل عن 160 صاروخا عبر الحدود، بعضها في عمق إسرائيل باتجاه تل أبيب. وتم اعتراض معظم الصواريخ وأصيب شخصان على الأقل بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ. وتحاول مصر والأمم المتحدة وقطر التوسط لإنهاء العنف «لكن لم تحدث انفراجة حتى الآن»، بحسبما كشف مسؤول فلسطيني. ولم تقدم حركة الجهاد مؤشرات على استعدادها لمناقشة وقف فوري لإطلاق النار. وقال مسؤول بالحركة إن الوقت الآن للمقاومة وليس لهدنة.