في لفتة احتفائية بأبناء وبنات الوطن من مختلف التخصصات والمجالات؛ تقيم جامعاتنا حفلاً سنوياً لخريجيها في مراحل «البكالوريوس» والماجستير والدكتوراه، يرعاها أمراء المناطق ورؤساء الجامعات في ليلة يحملها الفرح والفخر بالوطن. مثل هذه الاحتفالات «ليلة عرس أولى»، أسميتها بذلك كونها تحمل لذة الإنجاز، وهي لذة تختلف عن كل الملذات، ومتعة لا توازيها متعة، وشعور يدركه الطالب جيداً عندما يرى الفرحة تغمر قلب والديه، والفخر يملأ أعينهما بصورة السنين التي تعبا فيها من أجله، فتظهر ملامح ذلك التعب والحرص والأمل. ولعل ما شاهدته أثناء حضوري حفل خريجي جامعة تبوك، وما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد الرقص والغناء والفرح بالتخرج وباسم الوطن؛ يؤكد أهمية إقامة هذه الليلة، فهي ليلة التتويج والتكريم لما قدموه في سنوات، ليلة الوطن الذي نحتفي به ويحتفي بنا. أخيراً.. أوجه رسالتي للخريجين بعد أن أبارك لهم هذا التخرج: احرصوا على أنفسكم من تلك المشاعر التي ذكرتها في الأعلى، ولا تعيشوا لذة الإنجاز كثيراً وتسقطوا في فخ متعتها، لأنها قد تجعلكم في حالة من الاكتفاء، وتسيطر على شغفكم وطموحكم الذي هو محرك الطريق بإذن الله، فهذا هذا التخرج نقطة بداية لطريق طويل ومستقبل مشرق ينتظركم فيه الوطن.