تحت عنوان البصمة العلاجية كتب الأمير الدكتور بدر بن سعود في «عكاظ» عن اكتمال خارطة الجينوم البشري التي ستمكن من الكشف عن التنوع الجيني لثمانية مليارات إنسان حول العالم ومعالجة أمراضه وتحديد نوع الدواء المناسب له حسب جيناته. وقد طلب الأمير بدر أن يتم التركيز على أمور أهم من مجرد البحث في الانساب القديمة، وهذا ما عمل عليه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في مشروعه الذي يُعدُّ واحداً من أفضل عشرة مشروعات في علم الجينوم دشَّن مختبره المركزي الأمير محمد الخير عام 2018م. ويعد أحد المشروعات الوطنية الرائدة لتحقيق رؤية المملكة الطموحة للحد من الأمراض الوراثية عن طريق فك الشفرة الوراثية للمواطنين السعوديين، وإنشاء قاعدة بيانات لتوثيق أول خارطة وراثية للمجتمع السعودي لتحسين الرعاية الطبية التخصصية الدقيقة. أولت المملكة عنايتها، مسنودة بقيادتها المستشرفة لآفاق رحبة والمتطلعة لوضع وطننا حيث يجب أن يكون في مقام الرفعة والسمو (مركز أبحاث التخصصي) في بؤرة اهتمامها ليكون رافداً للأبحاث العلمية المتعلقة بالجينوم البشري الذي يُعد الثورة الطبية لمستقبل الكرة الأرضية كما ذكر الأمير. في هذا المركز البحثي المميز تم تسخير أحدث الوسائل التقنية والكوادر البشرية للقيام بالأبحاث والفحوصات والمشاركات لفك الشفرات الوراثية بتقنية تحديد التسلسل الكامل للاكسوم وحزم الجينات وتقنية تحديد تسلسل مقطع من الحمض النووي وتقنية استدعاء المجموعات المحددة من الطفرات. دراسة التسلسل الجيني للمجتمع السعودي والكشف عن الأمراض الوراثية النادرة موثقاً (7500) متغير مسبب للأمراض الوراثية والجينية، منها (3000) متغير جيني مسبب لأكثر من (1230) مرضاً وراثياً نادراً في السعودية. تطوير العديد من الشرائح الإلكترونية البيولوجية والتي تحتوي على آلاف المورثات المرتبطة بأمراض مختلفة في سابقة عالمية تسجل للمستشفى ومركز أبحاثه الذي يعيد بناء مستقبله المشرق برسالته التي تهدف إلى ازدهار صناعة الرعاية الصحية التخصصية العالمية ومواصلة سعيها الدؤوب لتحقيق التميز الطبي ورضا مرضاها وتكون لها الريادة في مجال الطب التخصصي وسعيها الدائم للابتكار. وقد استطاع علماء هذا المركز البحثي من تعديل جيني لخلايا سرطان القولون والمستقيم، فكان فتحاً مبيناً في فك شفرات هذا المرض الخطير، كما تم تأسيس برنامج لمحاصرة (224) مرضاً وراثياً عبر تقنية التشخيص الوراثي قبل الانغراس من أجل اختيار الأجنة الخالية من الأمراض الوراثية أو الحاملة للأمراض الوراثية التي تسبب إعاقات جسدية وعقلية، إضافةً للعديد من الأبحاث لتقليل نسبة الأمراض الوراثية في المجتمع والتخفيف من الأعباء الاقتصادية الناجمة عن علاجها. بالإضافة إلى مشروعها الجبار فحص ما قبل الزواج. كما قام المركز ببحوث عدة عن الجينوم البشري ساعدت على تشخيص الحالات الوراثية النادرة وعلاجها عن طريق فك الشفرة الوراثية للمواطنين وإنشاء قاعدة بيانات لتوثيق أول خارطة وراثية للمجتمع السعودي بما يسهم في عمليات التشخيص المبكر أو حتى قبل الإصابة بالأمراض المزمنة مثل سرطان القولون والثدي وأمراض القلب والأمراض العصبية وغيرها كما حدد مركز أبحاث التخصصي الجينين المسؤولين عن الإصابة بمتلازمة (ادم اوليفين) (وتوسعات الشريان الشبكي للعين) ومعرفة الجين الوراثي المسبب لكل مرض عصبي. وفي تشخيص العديد من المرضى المصابين باعتلالات وراثية والوقاية منها، مما ساعد المستشفى لتقديم الرعاية الصحية التخصصية اللازمة وإطلاق العنان نحو الجيل القادم من الطب التشخيصي. في ظل القيادة الحكيمة ودعمها غير المحدود واختيار القيادات ذات الكفاءة والدراية سيقدم صرح التخصصي خلال الأعوام الخمسة المقبلة واحداً من أفضل مشاريع الجينوم البشري في العالم وخطوة أولى نحو اكتشافات جديدة ومتنوعة تتعلق بالمتغيرات الوراثية. إن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وهي تتمدد على أرض الوطن تعمل بخطوات دؤوبة على عملية التحول الصحي محققة (رؤية ملك) في تأمين الرعاية الصحية التخصصية وهي قادرة بما تملكه من إدارة واعية ومركز أبحاث متخصص وبنوك طبيه متعددة مثل بنك دم الحبل السري لزراعة الخلايا الجذعية، وبنك العظام لتوفير رقع عظمية لمن يحتاجها، ومهارة متقدمة في زراعة الأعضاء، وإمكانات متراحبة في مجال الطب التخصصي وعلاج الأمراض النادرة. ودعم فخم من ولي أمر الوطن. هذا غيض من فيض أوضحت بعضاً من جوانبه لوطن يسعى نحو التميز وتحقيق رؤية وطن.