رصدت عدسة «عكاظ»، عدداً من الحجيج يقبلون رؤوس رجال الأمن البواسل، الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل خدمتهم، فبالقرب من منشأة جسر الجمرات يتواجد عدد كبير من رجال الطوارئ الخاصة؛ حيث تكون مهمتهم حماية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال والمصابين بسبب تكدس الحجيج عند الجمرات، حيثُ يشكلون عنصراً أساسياً للحماية من خلال بعض التشكيلات المتعددة التي لا يمكن اختراقها. ولا يكتفي رجال الطوارئ بهذه المهمة، بل يسهلون على كبار السن وغير القادرين عبر إيصالهم إلى حدود قريبة جداً من حافة «جمرة العقبة» لكي يتسنى لهم الرمي، ومن ثم يعيدونهم إلى المناطق الخلفية البعيدة عن التدافع. وبعد نهاية رميهم لجمرة العقبة يبدأ هؤلاء الأشخاص بوضع القبلات على رؤوس رجال الطوارئ؛ تقديراً وعرفاناً منهم بالجهد الذي يقومون به في ساعات متواصلة دون كلل أو ملل، هدفهم منه رضى الله والتسهيل على الحجاج في حجهم. «عكاظ» التقت الحاجة (سُهيلة الزين) من تونس ودموعها تذرف من عينيها بعد أن منّ الله عليها برمي جمرة العقبة، قائلة: «الحمد لله على نعمه؛ ومنها نعمة الأمن في بلاد الحرمين الشريفين، لقد شاهدت رجالاً يخدموننا لوجه الله، ويقومون بمساعدتنا بكل شيء ومنها رمي الجمرات؛ فعند وصولي للجمرات وشاهدوا حالتي قاموا برفعي بجانب مكان الرمي لأقوم بالرمي بكل أريحية، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وشكرا لكل رجال الأمن السعودي البواسل، وحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا التنظيم لهذه الحشود التي تأتي من كل بقاع الأرض». وأضاف الحاج (رمضان ربيع) من السودان: «ما شاهدته في الجمرات شيء يثلج الصدر، فقبل 15 عاما قُمت بالحج مع والدتي، ولَم أَجِد مثلما وجدته هذه الأيام فالحج أصبحت أموره ميسرة، خصوصاً الجمرات وتطويرها، والأهم من ذلك كله هو وجود رجال أمن مخلصين شعارهم خدمة ضيوف الرحمن، والأخذ بيد الضعيف منهم ومساعدته على أداء نسكه على أكمل وجه، ولعل أبرز ما نشاهده الآن هي القبلات التي يطبعها حجاج بيت الله الحرام على رؤوس هؤلاء الرجال الأشاوس».