في عالم «تويتر» المليء بالملايين من الحسابات؛ تُكتب تغريدة بوجهة نظر صاحبها فيعلق عليها ويشاركها ويُعجب بها من يريد. وقبل عامين تقريباً أوجدت منصة «توتير» ما أسمته ب«المساحات الصوتية» التي تجمع «التويتريين» في مساحة حديث مباشر، والمشاركة بالرأي دون إلزام الآخرين بآرائهم، مع أن البعض يريد فرض رأيه دون احترام وجهات النظر الأخرى.. وهناك بعض المنتفعين والمشككين استغلوها لبث أفكارهم بتمرير مغالطات بهدف تغيير مفاهيم الناس.. ولذلك يمكن القول: إن تلك المساحات جمعت البشر بين السلبي والإيجابي خيراً وشراً. حين يُرفع عنوان للمساحة؛ يبدأ المتحدثون في تلك الغرف الصوتية برنامجاً حوارياً ربما يمتد لساعات، يناقشون فيه موضوعاً في أحد المجالات.. حوار يجمع المثقف والجاهل والمحترف والهاوي، وكل يغني على ما يطرب قناعاته؛ صائبة أم خاطئة.. والبعض «يناكف» البعض؛ لتغيير مسار النقاش دون ضابط لآداب الحديث.. وفي مرحلة «الجذب والجزر»؛ يقف المستمع بين أيقونتين مؤيد ومعارض. وهناك من المستمعين في تلك المساحات يتأثر بالحديث مقتنعاً برأي أحد المتحدثين دون وعي وإن كان سلبياً.. وهناك من يأتيه الملل من تلك المساحة ليبدأ في رحلة تالية البحث عن مساحة أخرى تلبي حاجاته الفكرية والنفسية. وقيل: إن الثقافة غذاء الروح، والمعرفة نبراس الشعوب، والتعلم بالتعلم مجد ورقي ومستقبل.. لكن سؤالي: هل هذه الظاهرة التويترية صحية؟!.