أوضح الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن مرض «جدري القردة» لا يدعو للقلق في مجتمعنا، ولكن يتوجب على أفراد المجتمع معرفة تفاصيل وخفايا كل ما يتعلق عن المرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه وخصوصًا أنه بدأ ينتشر ويرصد في العديد من الدول العالمية. ودعا خوجة المسافرين للخارج لأي ظروف كانت، إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والالتزام بارتداء الكمامة، وتعقيم الأيدي بشكل مستمر، مبيناً أن جدري القردة هو مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة. ويُنقل فايروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، ويتراوح في العادة معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1% و10%، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنّاً، ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة. وتابع أن جدري القردة مرض فايروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فايروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة، ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980، إلا أن جدري القردة لايزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وينتمي فايروس جدري القردة إلى جنس الفايروسة الجدرية التابعة لفصيلة فايروسات الجدري. وأشار إلى أن فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) تراوح بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تراوح بين 5 أيام و21 يوماً، وعادةً ما يكون جدري القردة مرضاً محدوداً ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفايروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه. وخلص البروفيسور خوجة إلى القول «قد ترتبط الوقاية بجانبين، الأول في الدول التي سجلت المرض، فهنا وللحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر ينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، إضافة إلى الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم، الحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر، كما يجب تركيز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفايروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها، ومن المهم مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية». واستطرد: «أما الجانب الثاني فهو ما يتعلق بالدول التي لم تسجل المرض، وهنا يجب أن يكون كل فرد في المجتمع مطلعا على تفاصيل المرض والوقاية، وضرورة وجود توعية قوية بالمرض وكيفية الوقاية منه، وتكثيف هذه التوعية أكثر للمسافرين إلى الخارج».