منذ عام 1906 حين أنشئت الإذاعة؛ كانت أكثر وسائل الاتصال انتشاراً، ولم تتأثر بظهور «التلفزيون»، وبقي جمهورها داخل المكاتب والبيوت وأثناء قيادة السيارة وفي الطرقات، خصوصاً أن للتلفزيون طقوسا معنية لمشاهدته، فتمكنت الإذاعة من التربع على قائمة «الأكثر تأثيراً» على المتلقي. هناك برامج إذاعية معاصرة فاقت مثيلاتها التلفزيونية؛ فكرة وإعداداً وتنفيذاً، كونها مادة صوتية في بُنية خاصة تخاطب جمهور معين في فترة زمنية معينة؛ بُنية سمعية: توظف العناصر الصوتية ومؤثراته، وبُنية مونتاجية: تُوحِّد العناصر المكونة للعمل الإذاعي لبناء مميز. ومنذ بداية أول شارة للإذاعة السعودية من جدة (1949)؛ حققت نجاحات متتالية فشكلت ذائقة المستمع، وتركت بصمة لديه ببرامج بقيت في الذاكرة؛ «الأرض الطيبة» لعبدالكريم الخطيب، و«بابا عباس» لعباس فائق غزاوي، و«تحية وسلام» لبدر كريَّم، و«يا أخي المسلم» لزهير الأيوبي، و«بطاقة معرفة» لعمر الطيب الساسي، و«آخر العنقود» لغالب كامل. الموسم الرمضاني الحالي لإذاعة جدة؛ يشنِّف آذان المستمعين ببرنامج جديد امتدادا لجيل البرامج «المُعشعِشة» في أذهان المستمعين، وهو «بساط الريح» (الثانية ظهراً لمدة ساعة)، تعده وتقدمه الإذاعية أمينة العبدالله ويخرجه سلطان المحياوي، فطاف بساطه فوق عدة دول، للتعرف على عادات شعوبها المتوارثة في رمضان، وزيارته لأهم المعالم الدينية والأثرية والتاريخية، والحديث عن أبرز شخصياتها التاريخية والحديثة، ثم يختم بأشهر الأطباق الرمضانية القديمة والحديثة التي تتميز بها شعوب تلك الدول، ومقارنتها بالأطباق السعودية.