هو شهر رمضان الأول، الذي يغيب فيه المخرج السعودي عبدالخالق الغانم عن الشاشة الفضية وعن محبيه، بعد وفاته في مايو 2021، تاركاً وراءه أكثر من 30 عملًا فنياً. ولعل ارتباط اسم الراحل بأشهر عمل كوميدي في السعودية لأكثر من 13 سنة مع الفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان في «طاش ما طاش»، جعل شعبيته في الشارع السعودي والخليج ذائعة الصيت تمامًا مثل العمل ذاته، إضافة إلى أخلاقه العالية والكاريزما الجاذبة التي يمتلكها، كما يصفه محبوه. الغانم الذي أخرج العديد من الأعمال لم يعرفه الكثيرون بأنه فنان وممثل أيضًا، كانت له أدوار في عدة مسلسلات ومنها: شوية ملح، وخزنة، غير أن شخصيته خلف الكاميرا لها طابعها الخاص، لا يعرفها إلا الراسخون في محبته، ومنهم الفنان الكبير عبدالمحسن النمر - رفيق الدرب، الذي قال ل«عكاظ»: «ربما لا يعرف الكثيرون تلك العلاقة المميزة التي تربطني بالراحل والصديق ورفيق الحلم عبدالخالق الغانم، تلك العلاقة امتدت لعقود منذ اللحظة الأولى التي عاد فيها من العراق بعد استكمال دراسته الأكاديمية، شاب طموح، ولديه من الأحلام التي تتسع لكل إبداعاته وعشقه للمسرح وفن التمثيل بشكل عام». وتابع: «ضمتنا جمعية الثقافة والفنون من خلال تجاربنا المسرحية العديدة، ولكن الحلم كبير، اجتمعنا والزميل سمير الناصر لنكون ثلاثي مؤسسة النجوم، الحاضنة لطموحاتنا، ومن خلال تلك التجربة الطويلة مع الراحل وعن قرب، لمسته الإنسان بداخله، من خلال هدوئه ولطف تعامله، تواضعه وروحه الإيجابية، قدرته على احتواء الآخرين بما يملكه من سعة صدر، ولطافة التعامل، يحبه كل من تعامل معه، رحمك الله يا أبا وفي، فقد جمعت بين الإنسان في رقيه وعمق إنسانيته، والفنان الواثب والسابق لعصره، كم نفتقدك في مثل هذه الأيام المباركة».