وسط ترحيب وصفتْه الأوساط المحلية والجالية الإسلامية بالمهم في التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب، زار مملكة تايلاند وفدٌ من رابطة العالم الإسلامي برئاسة الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، تلبيةً لدعوة رسمية تلقاها العيسى من الحكومة التايلاندية. وحفل جدول أعمال الزيارة المعدّ من قبل الحكومة التايلاندية بلقاءات مع رئيسَيْ الحكومة والبرلمان، وأعضاء البرلمان وعدد من الوزراء، إضافة إلى لقاءات متعددة مع قيادات أتباع الأديان في تايلاند مع محاضرتين، أولاهما عن التسامح الديني وبناء الجسور، والثانية عن تحالف الحضارات، ألقاهما في كبرى الجامعات والمراكز الدينية. ومنذ وصول وفد الرابطة برئاسة الشيخ الدكتور محمد العيسى كان في استقبالهم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والذي أقام مأدبة غداء للوفد. وفي اليوم ذاته استقبل رئيس الوزراء بمملكة تايلاند، الجنرال برايوت تشا أوتشا في مقرّ رئاسة الحكومة الشيخ الدكتور محمد العيسى، مُرحِّباً به ووفد الرابطة في تايلاند منوهاً دولته بأهمية برنامج الزيارة، مُبدياً تطلع دولته إلى المحاضرة التي سيلقيها الأمين العام، في أعرق وأشهر الجامعات التايلاندية جامعة الملك حول موضوع تحالف الحضارات. ونوه رئيس الوزراء بالدور المتميز لرابطة العالم الإسلامي حول العالم مرحباً بالتعاون مع الرابطة، ومهنئاً دولتُه الشيخ العيسى على منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة فطاني. وفي سياق برنامج الزيارة، التقى أمين عام الرابطة الشيخ الدكتور العيسى، رئيس الوزراء السابق ورئيس البرلمان الحالي في مملكة تايلاند، شون ليكباي، في مقرّ البرلمان التايلاندي، بحضور رؤساء اللجان البرلمانية ونواب البرلمان، حيث عقد الجانبان اجتماعاً موسعاً جرى فيه بحث عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما تمّ بحث آفاق تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الحضارية. وكان العيسى قد التقى نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، دون برامودويناي، وجرى خلال اللقاء بحْث عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وتحديد أطر تفعيل التعاون البيني من خلال المبادرات والبرامج. وضمن البرنامج الحكومي للزيارة، زار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ووفد الرابطة برفقة عددٍ من القيادات المحلية التايلاندية متحف «جيم تومسون هاو»، في العاصمة بانكوك، حيث كان في استقباله وزير الثقافة إيثيبهول خونبلومي، وعددٌ من القائمين على المتحف، وكبار باحثيه وخبرائه، وجرى تقديم عرض احتفالي موسع احتفاء بوفد الرابطة يعكس صوراً من الثقافة والتقاليد التايلاندية. وفي مختلف اللقاءات، أشاد العيسى بمستوى الوئام الوطني في تايلاند بمختلف تنوعه الديني والإثني، وقال إن التجربة التايلاندية تضاف بتثمين عالٍ للدول ذات التعايش الأمثل تحت راية دولتهم الوطنية الواحدة، وفي إطار دستورهم الواحد، مثنياً على لقاءاته المثمرة مع القيادات الدينية التايلاندية «الإسلامية والبوذية»، حيث التقى الأمين العام برأس القيادة الروحية البوذية، ورؤساء المجالس الإسلامية ورئاستهم المركزية.