أكد وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، أن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية أنقذ اليمن من الانزلاق في براثن المشروع الفارسي؛ الذي أعلن قياداته سيطرتهم على العاصمة العربية الرابعة، مشيراً خلال استضافته عبر مساحة «عكاظ» على (تويتر) بمشاركة نخبة من الإعلاميين والكتاب والمهتمين بالشأن اليمني، إلى أن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية مطلب لليمنيين كافة إزاء الفضائع التي ترتكبها والتي لا تختلف عن ممارسات الجماعات الإرهابية الأخرى كالقاعدة وداعش، واصفاً قرار البيت الأبيض بإلغاء تصنيف الحوثي مليشيا إرهابية بالخاطئ يدفع ثمنه اليمن ككل. ورفض الأرياني أطروحات تشكيل مجلس رئاسي يمني كونها امتداد رؤية مليشيا الحوثي وتخدم بكل وضوح مخططاتها لإسقاط الشرعية الدستورية والانقلاب على إرادة اليمنيين ومخرجات الحوار الوطني الشامل، لافتاً إلى حرص القيادة اليمنية على السلام الشامل المبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية، مؤكداً أن تقاعس وتغاضي وتعامي المجتمع الدولي عن جرائم مليشيا الحوثي يعتبر مخزياً، مضيفاً أن اتفاق الرياض طوق النجاة الوحيد لليمنيين لاستعادة دولتهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية. • ما تقييمكم حيال عمليات عاصفة الحزم وتحالف دعم الشرعية؟ •• تدخل الأشقاء السعوديين في الشأن اليمني كان بطلب رسمي ودستوري وشجاع من قبل رئيس الجمهورية اليمنية، وهذا الطلب التاريخي وإعلان المملكة تحالفاً لدعم الشرعية وإطلاق العمليات العسكرية عاصفة الحزم وإعادة الأمل لدعم اليمنيين في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب هو من أنقذ اليمن من الانزلاق في براثن المشروع الفارسي الذي أعلن قياداته سيطرتهم على العاصمة العربية الرابعة، كما نذكر جميعاً وبفضل الدعم اللامحدود من أشقائنا في المملكة؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وإنسانياً، استعادة اليمنيين 80% من الأراضي اليمنية، وأعادوا بناء مؤسسات الدولة والجيش والأمن واستقرار الأوضاع في المناطق المحررة. وأود أن أؤكد بأن اليمنيين لن ينسوا دعم أشقائهم في المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، هذه المواقف النبيلة ستظل عبر التاريخ عنواناً للعلاقات الاستثنائية والخاصة بين البلدين الجارين والشقيقين. • طالبتم الإدارة الأمريكية مراراً بإعادة إدراج المليشيا الحوثية في قائمة الإرهاب، هل تصنف الحكومة اليمنية الحوثيين جماعة إرهابية؟ •• مطالبتنا للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية هو مطلب لليمنيين كافة، وهي خطوة طبيعية إزاء الفضائع التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها من القتل الممنهج للمدنيين في المناطق المحررة والاعتداء على الأعيان المدنية في اليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات وتهديد خطوط الملاحة الدولية وزعزعة الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وهناك عدد لا يحصى من الجرائم والانتهاكات التي لاتختلف عن ممارسات الجماعات الإرهابية الأخرى كالقاعدة وداعش. ورغم بعض الضغوط الدولية التي تمارس على الحكومة في هذا الجانب تحت مزاعم إتاحة الفرصة للجهود التي تبذل بقيادة الأممالمتحدة لجذب الحوثي لطاولة الحوار، وكما عرفنا وشاهدنا جميعاً لم تبدِ هذه المليشيا أي تجاوب معها. وأعتقد بأن هناك عددا من الخطوات التي ستتخذها الحكومة في هذا المسار خلال الفترة القادمة، وصولاً لإعلان الحوثي منظمة إرهابية وإدانة قياداتها بالإرهاب، وأود الإشارة إلى صدور أحكام من قبل القضاء العسكري على الحوثيين بهذا الخصوص، ومن المهم أن يتم تنفيذها من قبل الجهات المعنية بذلك. مخطط حوثي • بعض المنظمات والهيئات تطرح مسألة تشكيل مجلس رئاسي يمني، كيف ترون ذلك؟ •• هذه الأطروحات هي امتداد لرؤية مليشيا الحوثي وتخدم بكل وضوح مخططاتها لإسقاط الشرعية الدستورية والانقلاب على إرادة اليمنيين ومخرجات الحوار الوطني الشامل لشرعنة انقلابها المدعوم من إيران، لدينا رئيس منتخب من الشعب ولا يجب الخروج عن هذه القاعدة الدستورية التي توارثها وارتضى بها الشعب اليمني طريقاً للوصول إلى السلطة منذ عشرات الأعوام، وإلا فإننا مقبلون على فوضى وشريعة الغاب. ومثل هذه الأصوات مرفوضة جملةً وتفصيلاً، والشعب اليمني لن يتنازل عن هدفه في استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، ولن يتخلى عن أهداف معركته التي فرضت عليه منذ 7 أعوام وضحى من أجلها بالغالي والنفيس، وأؤكد أن القيادة اليمنية حريصة وتبذل جهودها لإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل والعادل المبني على المرجعيات الثلاث؛ المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية في مقدمتها القرار 22-16. قرار خاطئ • نلاحظ منذ العام الماضي وحتى اليوم بعض التغيير في سردية الأزمة لدى مراكز التفكير والإعلام الغربي، هل من الممكن أن نحصل على شرح حيال التغيير في السردية؟ •• لاشك بأن ذلك يعود لتراكمات أعوام عدة ماضية، فبعد أن ألغى البيت الأبيض تصنيف الحوثي مليشيا إرهابية؛ وهو قرار بلا شك خاطئ، ودفعنا ومازلنا ندفع ثمناً كبيراً جراء هذا القرار، راهن البيت الأبيض والمجتمع الدولي على عملية السلام وقبول مليشيا الحوثي به وحاولوا وبذلوا جهوداً عن طريق الوسطاء لإقناعها بالسلام، ومع الأسف كان رد المليشيا واضحاً جداً وجلياً عبر رفضها عملية السلام وسعيها لالتهام المحافظات واحدة تلو الأخرى، لاسيما محافظة مأرب كونها من أهم المحافظات، وقتل وتشريد وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وزادت من عملياتها العسكرية في المناطق المدنية باليمن والمملكة العربية السعودية. وتعدى ذلك إلى اختطاف موظفي السفارة الأمريكية ومجموعة من موظفي الأممالمتحدة ومصادرة ممتلكات ومحتويات السفارة الأمريكية، رغم رفض القانون الدبلوماسي الدولي لهذه الأفعال المحرمة والمجرمة، وهذه الفضائح كبيرة جداً، ورغم تدخل الوسطاء للإفراج عن الموظفين المحتجزين لدى المليشيا إلا أن محاولاتهم لم تنجح، ما شكّل خيبة أمل كبيرة لدى المجتمع الدولي من مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وهناك قناعة لدى المجتمع الدولي بأن الحوثي لا يؤمن بالسلام وعقيدته مبنية على القتال ولا شيء غيره، وتلجأ للسلام فقط عندما تهزم وبشكل مؤقت لإعادة ترتيب صفوفها، وبالتالي أصبح المجتمع الدولي اليوم على قناعة أكبر بأن مليشيا الحوثي إرهابية، ولكن يوجد بعض الصعوبات في تصنيفها وننتظر ذلك أن يتحقق، وآخر العمليات الإرهابية الحوثية إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وهي الدولة الثانية التي يعتدى عليها وربما في المستقبل نرى دولة ثالثة ورابعة، إضافة إلى تهديدها لحركة التجارة الدولية والممرات التجارية العالمية في البحر الأحمر. تقاعس مخزٍ • لماذا يتقاعس المجتمع الدولي في التعامل مع العدوان الحوثي الذي يصل إلى حد قصف المواقع السكانية والمدارس واستهداف المدنيين بعكس التدقيق على عمليات قوات التحالف؟ •• تقاعس وتغاضي وتعامي المجتمع الدولي عن جرائم مليشيا الحوثي يعتبر مخزياً، وهو ما يدفعها لارتكاب المزيد من هذه الجرائم، معتبرة ذلك ضوءاً أخضر من المجتمع الدولي لمواصلة جرائمها تجاه اليمنيين، ونجد في الاتجاه المقابل يتم تسليط الضوء عن أي حدث أو عملية خاطئة غير مقصودة من قبل التحالف من بعض أطراف المجتمع والمنظمات الدولية، وهناك أسباب عدة لهذا تتمثل في وجود بعض من أعضاء هذه المنظمات الدولية في المناطق المسيطر عليها من قبل الحوثي ويقعون تحت رحمتهم، وعلى سبيل المثال فإن مدير عام حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عندما سلط الضوء على حادثة بسيطة ارتكبها الحوثي طردته المليشيا من صنعاء ولم تسمح له بالعودة، وبالتالي فإن البعض يخشى من الحديث من داخل صنعاء، كما توجد أجندات سياسية للبعض يحاولون تمريرها مستغلين الأزمة اليمنية وهذا شيء مؤسف. ويجب علينا الاستمرار في فضح جرائم الحوثي وإحراج المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ومواصلة الضغط عليهم وتكثيف الزيارات الخارجية واستضافة الإعلاميين الدوليين الأحرار للتعبير عن مواقفهم وقناعاتهم مهم جداً لفضح ادعاءات هذه المليشيا. المؤتمر الشعبي • ما دور المؤتمر الشعبي العام في ما يحدث اليوم من حراك عسكري وسياسي في اليمن؟ •• المؤتمر الشعبي العام شارك بفعالية كبيرة في معركة استعادة الدولة والعديد من قياداته منذ اللحظة الأولى في مقدمتهم؛ وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي وقواعد المؤتمر متواجدة في جبهات القتال، إلى جانب أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المكونة من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية. وتوسع دور المؤتمر الشعبي العام في هذه المعركة مع إطلاق رئيس الجمهورية السابق مؤسس المؤتمر علي عبدالله صالح، انتفاضة الثاني من ديسمبر التي صححت مواقف ما تبقى من قيادة المؤتمر وإعادته إلى مساره الوطني في التصدي إلى المشروع التوسعي الإيراني وأداته مليشيا الحوثي الإرهابية. المؤتمر الشعبي العام قدم الآلاف من قياداته وقواعده في هذه المعركة وعلى رأسهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح والأمين العام عارف الزوكا، وما زال الرهان قائماً على المؤتمر في قلب المعادلة بما في ذلك الأغلبية من إخواننا المتواجدين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، والواقعين تحت ضغط المليشيا ونعلم تمام الثقة بأن موقفهم الحقيقي لن يكون إلا مع استعادة الدولة والدفاع عن الهوية الوطنية والعربية. حملات للتشويه • يواجه حزب التجمع اليمني للإصلاح انتقادات حادة تقلل من دوره الوطني، ما تعليقكم حيالها؟ •• رغم اختلافي الشديد مع أعضاء الحزب عندما كنت في الداخل بحكم أنني أحد قيادات المؤتمر الشعبي وعضو الأمانة العامة للمؤتمر، ولكن حزب التجمع اليمني للإصلاح ضلع رئيسي في معركة اليمن واليمنيين مع إيران ومليشيا الحوثي. وانحاز منذ الطلقة الأولى لمنطق الدولة والإجماع السياسي الوطني وأعلن تأييده في بيان رسمي لعمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وتعرض الحزب لحملات تشويه كبيرة وظالمة في السنوات الماضية ساهم في تغذيتها بعض المواقف الانتهازية اللا مسؤولة الصادرة من قبل المحسوبين عليه ممن انساقوا خلف مصالحهم الشخصية وانخرطوا في أجندات دول إقليمية ترى في الأزمة اليمنية بوابة لتصفية الحسابات مع بعض دول التحالف. ولكن هذه المواقف الفردية لا ينبغي لها الإساءة أو التشكيك في مواقف الحزب الراسخة في دعم معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وقد قدم الحزب خلال سنوات الحرب خيرة منتسبيه في مختلف جبهات القتال، ودفع ثمناً باهظاً لمواقفه شملت مصادرة مقراته وممتلكاته في مناطق سيطرة الحوثي وتم التنكيل بقياداته وكوادره، وما زال العديد منهم في المعتقلات الحوثية يتعرضون لتعذيب نفسي وجسدي حتى اللحظة. • ونحن نتابع انكسارات تمنى بها المليشيا الحوثية على جبهات عدة، هل لديكم الثقة بأن الطريق لمحافظة البيضاء الإستراتيجية سيكون سالكاً للانطلاق منها تحريراً لمناطق اليمن المختلفة؟ وما المطلوب لتحقيق هذا الهدف؟ •• ما حدث من انتصارات وتحرير مناطق واسعة في محافظات شبوة ومأرب والبيضاء خلال فترة قياسية يؤكد بأن مليشيا الحوثي باتت في الرمق الأخير، والنصر في متناول اليد متى ما توحدت إرادة اليمنيين ومواقفهم في مواجهتها. محافظة البيضاء بموقعها الإستراتيجي الذي يتوسط 8 محافظات ما بين الشمال والجنوب وبحاضنتها الشعبية التي ستلتحق بعمليات تحريرها ستوفر المخزون البشري الكافي لإطلاق العمليات العسكرية نحو العاصمة المختطفة صنعاء. وليس من المبالغة أن أقول إن البيضاء بوابة النصر الكبير، والمطلوب في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن هو اتجاه القوى السياسية والاجتماعية وكل القوى الوطنية وكل اليمنيين لطي صفحة الماضي وتجاوز الحسابات الصغيرة والاصطفاف تحت مظلة الشرعية الدستورية بقيادة رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، وتوحيد الكلمة والصف اليمني خلف الجيش والمقاومة من مختلف التشكيلات العسكرية لحسم معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وأي قضايا أخرى ستتم معالجتها وطرحها عبر طاولة الحوار. وهناك حديث ولغط عن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وهناك من يحاول الإساءة لبطولاتهم رغم المعارك العنيفة الطاحنة التي خاضوها ضد الحوثي في جبهات عدة لمدة 7 أعوام، تحت إشراف ودعم تحالف دعم الشرعية من الأشقاء في المملكة. والجيش اليمني والمقاومة الوطنية استطاعوا بدعم من التحالف من تحقيق انتصارات كبيرة وكانوا على مشارف العاصمة صنعاء لولا الضغط الدولي الذي أوقف تقدمهم بحجة تقديم المساعدات الإنسانية، والجيش الوطني قدم آلاف الشهداء والجرحى طيلة سنوات الحرب، وما زال يؤدي دوره الوطني والتاريخي في مواجهة المليشيا التي تمتلك سلاح الدولة وتقف خلفها طهران ومليشيا حزب الله بالخبراء والمقاتلين والأسلحة والتصنيع العسكري، وسطر الجيش خلال عامين ماضيين ملحمة تاريخية في محافظة مأرب ليس بهزيمة الحوثي فقط بل والحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله التي قادت العمليات العسكرية على الأرض وحشدت كل الدعم من قبل الخبراء والمقاتلين والسلاح والإسناد السياسي والإعلامي، ولكن بجهود الأبطال والدماء الزكية التي أريقت للحفاظ على الدولة والهوية والعرض والكرامة سقطت تحت أقدام الأبطال الذين حولوا كل صحاري وجبال ووديان مأرب إلى محرقة ومقبرة للمشروع التوسعي الإيراني وأداته المتمثلة في مليشيا الحوثي. إدانة الهجمات • كيف تنظرون للهجمات الحوثية الإرهابية على دولة الإماراتالمتحدة؟ وما تقييمكم لنجاحات ألوية العمالقة الجنوبية في دحر الحوثي وتحرير مساحات واسعة؟ •• دولة الإمارات العربية جزء من تحالف دعم الشرعية ولها مشاركة ودور فاعل في دعم معركة اليمن واليمنيين لاستعادة دولتهم، وتأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية في تمويل برامج الإغاثة الإنسانية في اليمن، ونحن نقدر هذا الدعم الأخوي وندين الهجمات الإرهابية التي تنفذها المليشيا الحوثية على الأعيان المدنية في الإمارات في محاولة للتأثير على مواقفها. وأولوية العمالة الجنوبية حققت انتصارات وخاضت معارك ضارية ضد الحوثي تكللت بالنصر في عدن وباب المندب والساحل الغربي وغربي تعز وأخيراً في شبوة ومأرب، ولعل الانتصارات الأخيرة للعمالقة تؤكد ضعف مليشيا الحوثي بعد استنزافها في جبهات القتال وخصوصا في مأرب وهذه خطة محكمة قادها التحالف بقيادة الفريق مطلق الأزيمع، والنصر أصبح في متناول اليمنيين متى ما توحدت بنادقهم ومواقفهم في مواجهة العدو الذي يستهدف الجميع بلا استثناء، ولكن من خلالكم اسمحوا لي تجديد المباركة على الانتصارات الكبرى التي تحققها ألوية العمالقة، وهذه التضحيات محل تقدير من اليمنيين كافة ونثمن الدعم والإسناد اللامحدود من تحالف دعم الشرعية ومن قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من الإمارات. معركة مصيرية • كيف يتابع الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور الأوضاع العسكرية والتحركات السياسية في ظل وجود حالة من اللغط والاتهامات المتبادلة بين المكونات اليمنية؟ •• رئيس الجمهورية اليمنية القائد الأعلى للقوات المسلحة يشرف بشكل مباشر ويتابع لحظة بلحظة سير العمليات العسكرية في جبهات القتال في مأرب وشبوة وتعز ولحج والضالع والحديدة وصعدة وغيرها، ويصدر توجيهاته الحازمة والمتواصلة لأعضاء الحكومة اليمنية وتسخير الإمكانيات كافة لمعاركنا المصيرية ضد المليشيا الحوثية وتثبيت الأوضاع في المناطق المحررة وعمل كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن اليمنيين بمن فيهم القاطنون في مناطق سيطرة الحوثي. المقاومة الوطنية• ما دور قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح؟ وهل يشارك قواته في مواجهة المليشيا الحوثية؟ •• قوات المقاومة الوطنية متواجدة في ميادين القتال في كل من الحديدة وغربي تعز، وهي مدربة تدريباً عالياً ومعدة بأحدث التجهيزات العسكرية لمواجهة الحوثي، ونحن نتطلع إلى تحركات في الوقت المناسب ضمن عمليات حرية اليمن السعيد، إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة من مختلف التشكيلات لاستعادة الدولة وصولاً إلى استعادة العاصمة المختطفة صنعاء. طوق النجاة • ماذا فعلت الشرعية تجاه تخادم بين معظم المنظمات الأممية والحوثي في الداخل، ألا تعتقدون بأن الطائفية أو حالة التشرذم أو التحزب في الموقف اليمني سيساعد في تأخر الجيش اليمني عن حسم المعركة؟ •• المنظمات الدولية والأممية تواجه ضغوطاً شديدة وابتزازاً من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، ولذلك وجهت الحكومة الشرعية الدعوة للمنظمات الدولية للتوجه إلى العاصمة المؤقتة عدن وممارسة ونقل أعمالها إليها، وهذه المنظمات ارتأت بأن تكون المرحلة الأولى تدشين مكاتب لها في عدن وفي مأرب وفي حضرموت، وهذه خطوة إيجابية نتأمل من خلالها لمزيد من التواصل مع هذه المنظمات لنقل مقارها إلى العاصمة المؤقتة عدن. وبالنسبة لحالة التشرذم ما بين مكونات المجتمع اليمني التي كانت موجودة في السابق مكنت مليشيا الحوثي من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ومكنته من البقاء، فهو يعيش على هذه الخلافات بين المكونات الوطنية، ولكن هناك صحوة كبيرة في المجتمع اليمني نحو توحيد جهده لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، وهو ما نشاهده حالياً، والآن هناك توحد كبير يصل إلى 80% بين أفراد المجتمع الذين أدركوا بأننا في سفينة واحدة إن غرقت سنغرق جميعاً، ولله الحمد هذه خطوة ممتازة وجبارة ونشيد بالدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص وما قامت به من خلال اتفاق الرياض ضمن جهودها في لمِّ شمل اليمنيين وتوحيد صفوفهم في مواجهة المليشيا الحوثية، وهو طوق النجاة الوحيد لليمنيين لاستعادة دولتهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية، ومطلوب في هذا الإطار تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض في الشقين الأمني والعسكري وتسخير الإمكانيات الوطنية كافة لتنفيذها. مصادرة الإعلام • كيف تقيمون أداء الإعلام العربي والأجنبي في التعامل مع الأزمة اليمنية؟ وهل نجح الإعلام اليمني تحديداً في مواجهة محور الشر وفضح ممارسات المليشيا الإرهابية في اليمن؟ •• مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بعد انقلابها على الدولة وسيطرتها على العاصمة صنعاء اقتحمت وصادرت مؤسسات الإعلام الحكومية والخاصة من «وكالات أنباء وقنوات فضائية وصحف» وما تمتلكه من تجهيزات وبنى تحتية وكوادر مدربة على مدى عقود تمت السيطرة عليها، إضافة إلى الدعم والخبرات التي يصدرها النظام الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني وباقي المليشيات الطائفية في المنطقة، وأيضاً إسناد المكينة الإعلامية إلى محور الشر الإيراني الذي ظهر بكل وضوح. ووزارة الإعلام بذلت جهوداً كبيرة بدعم أخوي نبيل ومشكور من أشقائنا في المملكة العربية السعودية لإعادة تشغيل بعض تلك المؤسسات الإعلامية، فقد تمت إعادة إطلاق وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وقناتي اليمن وعدن الفضائيتين، وإذاعة صنعاء، والعديد من الإذاعات المحلية والصحف الرسمية، كما عملنا على إعادة لملمة شتات الإعلام اليمني والصحفيين والإعلاميين من مختلف المكونات السياسية والوطنية وحشدهم لتشكيل جبهة واسعة لمواجهة المشروع التوسعي الإيراني وكشف حقيقة المليشيا الحوثية كصنيعة إيرانية لتنفيذ هذا المشروع الخبيث واستهداف أمن واستقرار اليمن والمنطقة وتهديد خطوط الملاحة الدولية وفضح جرائمها وانتهاكاتها المروعة بحق اليمنيين وأيضاً مواجهة حملات التظليل الإعلامي. ونزعم أننا حققنا نجاحاً في هذا الجانب، وشكلنا رأياً عاماً يمنياً وعربياً داعماً، كما ساهمنا في إحداث تغيير في المواقف الدولية وتقارير المنظمات العالمية حيال الأزمة اليمنية. وحقيقة بالنسبة للإعلام العربي وباستثناء الإعلام السعودي ودول التحالف الذي يخوض مع اليمنين جنباً إلى جنب معركة المصير المشترك فإن بعض الإعلام العربي للأسف الشديد لا يزال دون التحديات التي تواجه المنطقة من تدخلات وأطماع خارجية، ونراهن على التطورات الأخيرة لإعادة تعريف الأزمة اليمنية وأن اليمنيين يخوضون معركة تاريخية بدعم وإسناد كبير من إخوانهم في تحالف دعم الشرعية نيابة عن كل العرب في مواجهة المشروع التوسعي الإيراني وأطماعه في المنطقة. وبالنسبة للإعلام الدولي فقد زرت وزملائي عددا من الدول الصديقة كالولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا والتقينا عددا من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والإعلاميين والمؤسسات والمنظمات الإعلامية الدولية ومعاهد الدراسات وشرحنا خلفية الأزمة اليمنية التي انطلقت مع قيام مليشيا الحوثي بالانقلاب على الدولة والإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل والدور الخبيث الذي تلعبه طهران لتقويض جهود الحل السلمي للأزمة واستخدام مليشيا الحوثي كأداة لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وهناك العديد من المنظمات والصحف لديها أجندات مسيسة ومعادية نجدها تتعامى عن الجرائم البشعة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المواطنين. • هل يوازي الحراك الدبلوماسي للحكومة الشريعة وجهودكم الإعلامية لإيصال صوتكم وشرح قضيتكم للعالم، ومواجهة الحملات المظللة؟ •• وزارة الإعلام تعمل بتوجيهات رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، ونائبه محسن الأحمر، ورئيس الوزراء معين عبدالملك، ونحن على تنسيق كامل وتام مع كل الوزارت والهيئات الحكومية بما يخدم معركة بلادنا وشعبنا بما في ذلك وزارة الخارجية والمغتربين، ووزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك منذ تسلمه حقيبة الخارجية أحدث حراكاً دبلوماسياً كبيراً؛ حشداً للدعم العربي والدولي لدعم معركة اليمنيين لاستعادة الدولة وإحلال السلام وتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن المنطقة وكشف جرائم المليشيا الحوثية والجهود المطلوبة للحراك الدبلوماسي لا يقتصر على وزارة الخارجية فقط، بل ذلك مطلوباً من كل الجهات وأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج. وعلى كل مواطن من أبناء اليمن أن يساهم في فضح وكشف زيف مليشيا الحوثي وتظليلها للرأي العام الدولي والالتقاء بمن يستطيعون من المعنيين والمهتمين بالملف اليمني. حالة شاذة • ما بين جهودكم الإعلامية والحراك الدبلوماسي، هناك بعض المحسوبين على وزارة الإعلام اليمنية يهاجمون تحالف دعم الشرعية من بعض العواصم، هل يمثلون الوزارة ويتقاضون مرتباتهم منها، وماذا تم حيالهم؟ •• نحن نؤكد بأن قيادات ومنسوبي وزارة الإعلام يصطفون خلف معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب كواجب وطني، وقد ترك الكثير منهم منازلهم وأسرهم والتحقوا بالشرعية لخوض غمار المواجهة الإعلامية التي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية التي يخوض غمارها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من مختلف التشكيلات، وهم يدينون بالشكر والعرفان لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية التي احتضنتهم وسخرت الإمكانيات كافة لأشقائهم اليمنيين، وأيضاً قدمت مختلف أشكال الدعم؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وإنسانياً، وبالتالي فإن أي موقف يصدر من هنا أو هناك خارج هذه المعادلة هو جحود ونكران وحالة شاذة لا تمثل المشهد العام ولا ينبغي أن تشوش على موقف الإعلام الرسمي أو تسيء لمواقف وجهود المقاتلين في الجبهة الإعلامية، ومن خلالكم أود التأكيد بأننا لا نقبل أبداً أي إساءة للتحالف أو الشرعية وقيادتها. • رغم مصداقية المشروع المقاوم للحوثيين في اليمن، بيد أن الخطاب الإعلامي اليمني الحكومي الموجه للداخل لا يلبي حاجات وتفاعل اليمنيين في الداخل مع مشروع المقاوم للحوثيين، وبعضاً من الرسائل القادمة من اليمن لا تستوعب الجهد والمشروع، وأعتقد أهمية وجود جهد إعلامي داخلي يوازي نظيره الإعلامي الخارجي بما يساعد في إيصال المعلومة الحقيقية للداخل اليمني التي يقوم الحوثيون بتغييرها وتشويهها من خلال اتهام الحكومة اليمنية والتحالف بما ليس فيها؟ •• نواجه صعوبات في الوصول إلى الداخل نظراً للتكتيم الإعلامي وحجب الصحف والمواقع الإلكترونية ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي كافة وتفتيش الهواتف المحمولة لمشاهدة محتواها، ومع الأسف فإن المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية لايوجد بها سوى صوت المليشيا بعد أن صادرت المؤسسات الإعلامية، ونحن نبذل جهوداً كبيرة رغم الصعوبات المالية التي نواجهها في هذا الجانب بسبب التزامات الحكومة بقضايا ذات أولويات ترى بأنها أهم من الجانب الإعلامي كالكهرباء والمياه وغيرهما. ووزارة الإعلام تبذل جهودا كبرى ولديها فرق إعلامية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي تؤدي دوراً مهماً، كما أننا نتواصل مع المواطنين لإيصال رسائلنا بطرق عديدة ومختلفة. تجريم الحوثي • لماذا لا يوجد صيغة لتعميق الخطاب اليمني الوطني لتجريم الحوثي، لاسيما أن إعلام المليشيا يقدم نفسه كإعلام وطني يمني، أين القوة في الإعلام الوطني اليمني؟ •• بالنسبة لتجريم الحوثي فهذا همنا وشغلنا اليومي أنا وزملائي من الداخل والخارج، وقد أصدرنا أخيراً تعميماً لتنظيم حملة وطنية تحت شعار «الحوثي جماعة إرهابية»، كنا نتوقع في السابق بأن اليمنيين في الخارج هم الأكثر تأثيراً في هذه الحملات التي تستهدف إيصال صوتنا لقيادات ورموز المجتمع الدولي، إذ اكتشفنا بأن أكثر من 60% من المشاركين فيها هم من الداخل ومن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، وعرفنا ذلك بعد توقف خدمة الإنترنت في اليمن، اكتشفنا وجود فراغ كبير ومشاركات كانت تأتي من الداخل اليمني، ولكن نحن في مشكلة رئيسية العديد لا يشعرون بها ولا يدركونها، فهناك تخوف كبير من اليمنيين في الداخل عن الحديث أو مجرد الإشارة لجرائم الحوثي، خصوصاً أن المتحدثين قد يواجهون أخطاراً عديدة تتضمن التحقيق معه وأسرته ومصادرة أمواله، وبالتالي هناك تخوف في الداخل من علو الصوت أو الحديث بصورة معبرة عن الآراء، والمواطنون في الداخل ينتظرون الخلاص من هذه المليشيا الإرهابية. وبالنسبة للتقارير الإعلامية المجرمة للحوثي فهي تصدر بشكل يومي من قبل القنوات الرسمية الحكومية والمراسلين في الداخل لنقل الصورة اليمنية من الداخل وتغطية جرائم الحوثي الإرهابية، وهناك العديد من القنوات الفضائية العربية التي تسلط الضوء عليها. وقناتا اليمن وعدن الفضائيتان تعملان في هذا الإطار بشكل إيجابي جداً رغم ما يواجههما من صعوبات عدة. كما أن ملحقياتنا الإعلامية وسفاراتنا في الخارج تصدر صفحات ونشرات مستمرة ودائمة تسلط الضوء على الأعمال والانتهاكات الإرهابية الحوثية.