دائماً ما نسمع عبارة «خَلّك سِمح»، ولكن: هل استوعبنا مشاعر الشخص الذي ندعوه لسماحة الخاطر؟، أو سألنا: ما هو مقدار الألم والارتباك الذي أصابه؟، أحياناً يكون الموقف كبيراً ومؤلماً، وأحياناً يكون صغيراً، ولكن الشيطان صنع منه مشروعاً هندسياً، ولأن الحياة قصيرة كان «التسامح» بذرة نعزز من خلالها معاييرنا الدينية والأخلاقية. عُرِّف التسامح بأنه «المقدرة على التحمُّل»، وأجمل وصف للتسامح ما قاله الكاتب الأمريكي «مارك توين»: التسامح هو العطر الذي تلقيه زهرة البنفسج على القدم التي سحقتها. ما يجعلنا مكتوفي الأيدي أمام التسامح هو أننا تربينا على قبول الاعتذار من الآخرين دون شرط أو قيد، وهذا ما يجعل بعضهم يرتكب أخطاء أكثر، ومن ثم نبتعد عن التسامح في محاولة حثيثة لحفظ النفس عن التجريح والألم، كونها أغلى ما نملك، فهل فكرنا يوماً ما الفرق بين التسامح والتصالح؟ معرفة الفرق لدى الجميع هو راحة وتنهد جماعي، فكل نفس غالية على صاحبها، التسامح مع الآخرين محفز للتطهير الوجداني، لنردد بحب «مسامحك لوجه الله»، أما التصالح هو أن نقول «مسموح»، ولكن لن تستعِيد العلاقة ثقتها كوضعها السابق ستعودّ بمِنح وامتيازات أقل، وبلغة غير مباشرة «لن نسمح بإعادة الكَرَّة والألم مرة أخرى، فنضع الحدود والمسافات بكل حب ولطف، نبتعد ونقترب بين حين وآخر دون «زود عتّب او صدى». قادر هذا التصالح أن يمنحنا صحة نفسية بعيدة كل البعد عن القلق الذي يهدد أمننا الروحي والمحافظة، كذلك على علاقاتنا الاجتماعية لتكون أكثر نقاء وبقاء. وماذا أيضاً عن فنّ الاعتذار؟ فالجميع يخطئ ويعتذر، فليس هناك شخص كامل أو مثالي، فإذا كنَّا ننوي الاعتذار بصدق ونُبل، علينا أن نلتزم بخطوات أربعة، وبعدها حتماً علاقة فياضة بالرقة والأدب، حددتها الدكتورة مارلين أخصائية علم النفس بجامعة «أوبورن» بولاية ألاباما: المسؤولية: أن تشعر أنك شخص قدر التكليف الواعي. الندم: أن تشعر بأنك أخطأت في حق الآخرين. الترميم: العزم على إصلاح الخطأ. التجديد: أن تتغير للأفضل ليثق الآخرون بأن الخطأ لن يتكرر. أخيراً.. دعونا نتأمل عباراتنا الروحية عندما نقول «اللهم اغفر لي»، نرددها بروح مليئة باليقين بأن الله سيقبل التوبة، لأن محو الذنب هو السماح لنا أن نتقرب إلى الله أكثر فأكثر.