في شارع فرعي في حي (النزهة 3) شمال جدة، شارع ابن قيس الرقيات أو يعقوب بن صالح، يتلفت العاملون في إصلاح المركبات بحذر يمنة ويسرة وهم يمارسون في الهواء الطلق مهمة إصلاح المركبات بشكل مخالف بعد إزالة الورش في الحي الذي كان يوصف بأنه القلب النابض للميكانيكا. وفي جولة «عكاظ» الميدانية رصدت وافدين أحالوا عدداً من الشوارع والساحات إلى ورش سرية تمارس مهماتها خفية عن أعين البلدية أو تحت الأشجار في الساحات والأزقة المحيطة ومواقف السكان المجاورة في إجراء مخالف ومنظر غير حضاري. وشكا عدد من أهالي وسكان الحي من الفوضى والإهمال والمخالفات في وضح النهار بسبب تزايد ظاهرة إصلاح المركبات داخل أزقة الحي. وقال أحمد صالح ومحمد حاسن وفيصل العبدالله وسوسن الغامدي إن الظاهرة باتت مزعجة وتتسبب في مضايقة أهالي الحي منذ إغلاق الورش رسمياً لتقوم بعدها الأيدي العاملة بممارسة نشاطها في إصلاح المركبات وتغيير قطع الغيار بشكل مخالف. وقالوا إن حي النزهة يعد واحداً من أشهر أحياء محافظة جدة وقريب من المناطق الحيوية التي تلتف حولها العديد من المناطق والمتاجر والمحال التجارية الهامة والعديد من الخدمات المميزة. في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي لأمانة جدة محمد البقمي أن أمانة محافظة جدة ممثلة في البلديات الفرعية تعمل على تطبيق النظام بحق محلات الورش المخالفة داخل الحياء السكنية وتم إغلاق المحلات المخالفة ومتابعة تنفيذ القرار. كما يتم التنسيق مع الجهات الأمنية بشأن التعامل مع قيام العمالة بالعمل خارج حدود المحلات التجارية بالشوارع والأراضي الفضاء بحسب ما ينص عليه المحضر المشترك المعتمد في المحافظة، وتم الرفع بتقرير مصور بهذه الممارسات للمحافظة وصدر توجيه المحافظ لشرطة محافظة جدة للتعامل معها بما لديهم من تعليمات. وكانت أمانة محافظة جدة أعلنت منتصف 1438ه نيتها استكمال تطوير حي النزهة في ما يتعلق بالورش الصناعية، وإزالة جميع الورش الواقعة ضمن نطاق التطوير، لتكون واجهة حضارية وعصرية على أحدث الطرز العالمية وأنهت لاحقاً عمليات إزالة الورش وتقرر نقل الورش الصناعية إلى المنطقة الصناعية الكبرى والجديدة بمنطقة عسفان، وتمثلت إزالة المنطقة الصناعية بحي النزهة وفقاً لنظام البناء الجديد المعتمد من الأمانة، التي شملت عدة مخططات صناعية، قامت باستخدامها استخداماً متعدد الاستعمالات. وبلغ إجمالي الورش التي تمت إزالتها نحو 3129 ورشة، كما تم رفع إجمالي 5284 طناً من مخلفات الإزالة «دمارات»، إضافة إلى رفع 288 سيارة خربة خلال أعمال الإزالة التي تمت في حينها.