نعيش هذه الأيام الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم، مستذكرين بحبور عظيم ذلك اليوم المشهود الذي بايع فيه الشعب قائداً ملهماً أنجز برؤيته الحكيمة ما يفوق حساب السنوات؛ حتى أضحت المملكة العربية السعودية في بضعة أعوام قبلةً في السياسة والاقتصاد والثقافة، وفي المجالات كافة. مولاي الملك سلمان الضليع بتاريخ هذه الأمة والخبير بتحدياتها اختصر سنوات الإنجاز والتغيير بفضل معرفته العميقة بشعبه وأرضه، وإدراكه - يحفظه الله - لاحتياجاتهم الحقيقية، وقد تجاوز بذلك كل الاجتهادات التي كانت تدعي معرفتها بالشعب السعودي وأولوياته، وصنعنا في بضع سنوات ما كنا نحسبه سيستغرقنا عقودًا عديدة. لقد تجسدت في قيادة مولاي صفات الحزم والعزم وعلو الهمة حتى باتت هذه الصفات ثقافة شعبية تنشد العلو لتتجاوزه، وصرنا نحصد الإنجازات مع كل يوم جديد، حيث إن القائد الخبير بشعبه والعارف بمكامن قوتهم؛ استطاع بقيادته الحكيمة أن يفجر طاقاتهم ويشحذ هممهم لتسمو طموحاتهم نحو عنان السماء. كما شهدت المملكة في عهد الملك سلمان تحولاً سيخلّده التاريخ، عندما منح - حفظه الله - بحكمته وبعد نظره الثقة الغالية في سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ليكون ولياً للعهد وقائداً فذاً لشباب بلاده نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، فكانت الانطلاقة الحقيقية التي التقت فيها الحكمة بروح الشباب ومعارفهم وقوتهم، نحو شباب دائم لهذا الوطن العظيم. في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين تبوأت المملكة العربية السعودية مكانتها المرموقة على مستوى العالم، بل وتجاوزنا الأدوار التقليدية إلى تبني ودعم مبادرات عالمية ذات تأثير مباشر على البشرية جمعاء، كانت آخرها مبادرة السعودية الخضراء، وهي المبادرة التي تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة. بيعة عهد وولاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسيدي سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - يحفظهم الله -، سائلين الله عز وجل أن يحفظ قيادتنا الرشيدة وأن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها.